في جنوب القاهرة بحي الخليفة وبالقرب من ميدان القلعة، تصدح أصوات الموسيقى بإيقاعاتها المبهجة، من نوافذ الدور الأخير في العقار رقم 3 بحارة «الوالدة باشا»، جدرانه المزينة تعكس روح زائريه محترفي الصناعات الإبداعية والتراث والعمارة والفنون والحِرف والتصوير، يجتمعون في مساحة آمنة بقلب القاهرة التاریخیة، يلهمهم التراث العمراني للمعالم الأثرية المحيطة بهم فتتجلى مواهبهم التي اجتمعوا من أجلها دون سابق معرفة تجمعهم.
وهدان: هدفنا إن تتحول المنطقة الأثرية لمقصد للفنانین
في نهاية عام 2020، انطلقت شرارة فكرة جريئة في ذهن المعماري الشاب محمد وهدان، هدفها استعادة جمالیات منطقة القلعة الأثرية التي اشتهرت بمنطقة «مونمارتر القلعة» على غرار «مونمارتر باريس»، لم يمض وقت طويل حتى حول العقار المصمم على الطراز القديم إلى مساحة آمنة تجمع أصحاب الفنون المختلفة من الشباب لممارسة فنهم.
«فكرة المكان اللي سميناه مرسم القلعة هدفنا منه إن المنطقة الأثرية تتحول لمقصد للفنانین ودمج المكان بمسار السیاحة في القاهرة التاریخیة بالتعاون مع وكالات السفر والشركات السیاحیة»، بحسب ما يقول المعماري الشاب، مؤسس المرسم في بداية حديثه لـ«الوطن».
المرسم الذي تبلغ مساحته 85 مترا تقريبًا، ينقسم من الداخل إلى أجزاء عدة بخلاف ساحته المفتوحة، «عندنا 3 قاعات متفاوتة المساحة قاعة السلطان، والقلعة، المحفوظات»، بكل جزء منهم يجتمع شباب جاءوا إليه من أماكن مختلفة لممارسة فنهم، يقع مرمى أبصارهم منه على حديقة الأزهر، والأهرامات، وجانب من متحف الحضارة.
يسعى مؤسس«مرسم القلعة» محمد وهدان، إلى إطلاق الافتتاح الرسمي للمكان قريبًا، بعد التخطيط لتقديم سلسلة من الفعاليات الفنية المتنوعة في المساحة المشتركة بالمرسم في مجالات العمارة الإسلامية، والرسم اليدوي، والفنون التشكيلية والتطبيقية، والموسيقى، والغناء الجماعي، بحسب قوله.
قعدة غنا لكسر الحواجز بين الحاضرين
نحو 20 شخصًا يجلسون على شكل دائرة كبيرة، ثم يُطلب من الجميع، بمن فيهم داليا يونس، مؤسس مبادرة «قعدة غنا» وواحدة من مرتادي «مرسم القلعة»، تقديم أنفسهم من خلال غناء أسمائهم بأي لحن من اختيارهم، ثم يكرر باقي الحاضرين اسم الشخص بنفس اللحن والأداء. «بنحاول نكسر الحواجز بين الناس بقعدة الغنا»، تقول ندى نصار مؤسس مشارك بمبادرة «قعدة غنا»، في بداية حديثها لـ «الوطن» وبعد ذلك يُطلب من الحاضرين ألعاب غنائية تفاعلية تشمل مشاركات فردية أو جماعية.
تهدف المبادرة إلى خلق مساحة آمنة تتيح للمشاركين التعبير عن أنفسهم بحرية دون خوف التعرض إلى التنمر أو الشفقة أو الحكم على أفكارهم، إلى جانب نشر ثقافة الفن التفاعلي في مصر والخروج من مركزية الفن بالعاصمة إلى باقي المحافظات «عملنا قعدات غنا في أكتر من محافظة وأماكن مختلفة عشان ننشر الفكرة بنطاق أوسع»، بحسب قول «ندى» المؤسس الشريك للمبادرة.
تعليقات الفيسبوك