أصيب بفيروس كورونا «كوفيد 19»، ليظل أسبوعين في معاناة لا تنقطع، نفسه يأخذه بصعوبة والإشاعات تعطيه إنطباعًا سيئًا، قلبه مقبوض، فهو مصاب بتليف كبدي، ويعلم أن أصحاب الأمراض المزمنة معرضون للوفاة إذا أصيبوا بكورونا، لكنه لم ييأس، ظل مقاومًا، باحثًا عن أمل في نهاية نفق كورونا المظلم.
أسبوعان كاملان قضاهم عبدالرؤوف حسن، البالغ من العمر 56 عامًا، في صراع مع «كوفيد 19»، وفي نفس الوقت، يعاني من التليف الكبدي، وعندما زف له الطبيب المعالج لحالته نبأ شفائه من فيروس كورونا، لم يتمالك نفسه لتنهال عيناه بالدموع، وقام بالسجود في وسط العيادة.
ويحكي «عبد الرؤوف»: «الإشاعات في البداية كانت سيئة جدًا، فضلت أسبوعين كاملين مصاب بكورونا، وبقالي فترة مصاب بتليف كبدي، كان إحساس صعب، لأن معظم اللي عندهم أمراض مزمنة يعانون وأحيانًا بيتوفوا، وكنت بحس بألم فظيع في الصدر».
سجود وبكاء.. ودعوات
تتساقط دموعه على سجادة الصلاة، يثرثر بكلمات ودعوات لا يسمعها أحد سواه هو وربه: «عيطت من الفرحة لما الدكتور قالي إني شفيت، مصدقتش نفسي، كنت عاوز أسجد وأنا معاه في الأوضة، بس استنيت لما خرجت».
وقت لم يحسبه «عبد الرؤوف» قضاه ساجدًا لله، فلم يصدق الرجل أنه شفا من الفيروس: «مقدرتش أستنى أما أروح البيت، سألت السكرتيرة عن القبلة، شاورت لي وجابت لي سجادة صلاة، فرشتها وسجدت، معرفش سجدت وقت قد إيه».
بحسب «عبد الرؤوف»، فقد فوض أمره إلى الله بعد إصابته بالفيروس، وظل يدعو طوال الليل والنهار، لا يهدأ لسانه على الذكر والدعاء: «كان عندي يقين بالله، ولما خفيت، حاسس إن الشكر مش كفاية على نعم ربنا وفضله».
صورته وهو ساجد على «فيس بوك».. وتعليق طبيبه
أثر موقف «عبد الرؤوف» في طبيبه المعالج، فقام بتصويره من خلال الكاميرا، ونشر صورته وهو ساجدًا عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وكتب عليها: «هذا المريض خرج من عندي اليوم بعد أن من الله عليه بتمام التعافي والشفاء من فيروس كورونا المستجد وهو مريض تليف كبدي.. بكي أثناء إخباره بتمام شفاءه في الأشعة المقطعية الجديدة، ثم فوجئت به في الكاميرا يسجد شكرًا لله بمجرد خروجه من غرفة الكشف أمامي واطمئنانه ويطيل السجود ولم ينتظر حتي يذهب إلي منزله.. الموقف أثر فيا جدًا.. قد إيه الإنسان ضعيف وقد إيه المرض والموت قريبيين مننا.. وقد إيه نعمة الصحة غالية جدًا بس محدش حاسس بيها ولا بيشكر ربنا عليها».
تعليقات الفيسبوك