انطلقت أصوات استغاثات داخل دار الهداية للمسنين بسيدي بشر في الإسكندرية، أعقبتها همهمات لا تتوقف، في ظلام دامس داخل المبنى، أجهزة تنفس صناعي تعطلت وتليفزيون لتسلية المسنين صمت، بقى المسنون على هذه الحالة لمدة ساعتين، بعد أن أقدم أحد العاملين بشركة الكهرباء على فصل عداد الكهرباء، بسبب تراكم الديون على الدار حتى وصلت إلى 18 ألف جنيه.
هشام صلاح الدين، أحد المتطوعين لخدمة المسنين، كان متواجدًا في الدار مع متطوعين آخرين لتقليم الأشجار وتجميل الجنينة كخدمة عامة، وتصادفت لحظة تواجده مع دخول عامل بشركة الكهرباء لتفحص «العداد» مع مدير الدار، الذي ظل يطلب منه عدم فصل التيار لوجود الكثير من المسنين في الدار.
يقول عن تلك اللحظات: «لما شوفت المشهد ده، روحت للعامل وطلبت منه ميفصلش الكهرباء على آبائنا المسنين اللي جوه، لأن أكيد يوجد حاجات في التلاجات وغرف النوم، وكمان أجهزة تنفس صناعي، لكن الموظف أصر إنه يفصل العداد ويشيله».
مهلة مرفوضة
ويضيف «هشام»، أن موظف الكهرباء قال له إن دار المسنين عليها مديونية 18 ألف جنيه لم تسدد، وبحسب قوله فإنه طلب من موظف الكهرباء مهلة إلى يوم 10 من الشهر المقبل، فرفض الموظف مُصرًا على فكّ العداد فورا: «قال لي مينفعش أسيب العداد، دي أوامر، قلت له دي ناس كبيرة في السن ومينفعش نقطع عليهم الكهرباء، قال لي مينفعش».
وبحسب هشام فإن الموظف، فكَ العداد وغادر، مستخدما الحيلة للهرب من ضغط المتواجدين، حيث أكد لهم أنه سيقوم بفكَ العداد وربط السلوك لتشغيل الكهرباء موقتًا حتى تسدد الدار ما عليها، لكنه انصرف تاركا خلفه المسنين يعيشون في الظلام لساعات دون ذنب سوى أن الدار لم تسدد ما عليها من متأخرات.
وطلب بعضهم الخروج إلى الشارع لحين عودة التيار، وفقًا لـ«هشام»، الذي أكد أنه استطاع تصوير الدار من الداخل ليبين ما جرى، ثم نشر المشكلة وما فعله موظف الكهرباء على «فيس بوك»، طالبًا من المسئولين سرعة التدخل، وهو ما استجاب له مسئولو الكهرباء، وأصدروا أومراهم بإعادة التيار، وبعد ساعات تم تركيب العداد».
تدبير المبلغ
أحد المسؤلين بالدار، طلب عدم ذكر اسمه، أكد لـ«الوطن» أن الدار كانت عليها مديونية بقيمة 18 ألف جنيه، ما تسبب في قطع الكهرباء عنها، مضيفًا أن أحد المتطوعين دفع 10 آلاف جنيه، وفي انتظار جمع باقي المبلغ.
تعليقات الفيسبوك