بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، ظهرت بعض المبادرات التي تدعو إلى ضرورة مساندة مرضى «كوفيد 19»، بدلا من تجنبهم، بالإضافة إلى الاهتمام بتوفير عوامل الأمان عند التعامل مع الحالات المصابة، وتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية التي حددتها وزارة الصحة، ومع ارتفاع حالات الوفاة بالفيروس، بدأت مبادرات تغسيل وتكفين الموتى التطوعية تعلن عن نفسها.
غسل وتكفين موتى كورونا بالمجان
دفعت زيادة معدلات الوفاة في الموجة الثانية لوباء كورونا المستجد، عدد كبير من المواطنين، إلى إعلان تقديم خدمة الغسل والتكفين بالمجان للمتوفين، من بين هؤلاء الذين تطوعوا لخدمة حالات «كوفيد 19»، ومساعدة ذويهم في تشييع الجثمان بأمان، محمد حمدي، رئيس حسابات في إحدى الشركات الخاصة بمدينة نصر، الذي قرر تعلم الغسل من أجل التخفيف عن كاهل الأسر، بعدما وجد مغالاة كبيرة من بعض المغسلين.
تكفين خاطئ واستغلال أسر مرضى كورونا
وقف محمد، بعد وفاة زوج خالته، إلى جوار من يقومون بتغسيله، ولاحظ عدد من السلوكيات التي شعر أنها ربما تكون خاطئة، ومنها استخدام الصابون في الغسل، ليقرر بعدها تعلم الغُسل، خاصة بعدما علم أن أجرة المغسل قد تصل إلى 3000 جنيه، في حالات كورونا: «طول عمرنا عارفين إن الميت بيحس، ولاقيت في المستشفيات أن بعض المغسلين بيلفوا الجثة في مشمع مباشرة على الجسم، طب الحي مستحيل إنه يتحمل الكيس البلاستيك ده، فما بالك بالميت».
وصايا النبي عند التكفين
تشككه في طريقة تكفين زوج خالته، حرك الرجل، صوب أحد المساجد، وطلب من شيخ هناك أن يعمله طريقة الغُسل الصحيحة، وبعد شهر واحد فقط، كان قد تعلم الغسل وفقا لسنة النبي محمد، إذ كان يشاهد كثيرا فيديوهات على يوتيوب، ليتعلم طريقة الغسل والتكفين في السعودية، حتى يلم بجميع الأمور المتعلقة بتغسيل الموتى: «كلنا ذنوب، وكنت عايز أعمل حاجة تقربني من ربنا، وملقتش أفضل من ستر مسلم ميت».
يشتري الكفن علي نفقته الخاصة
يتجول «محمد» في العديد من المناطق علي نفقته الخاصة كما يقوم بتوفير، الأقمشة اللازمة للتكفين مجانا: «لو فيه ناس محتاجة، بجيب أنا الكفن على حسابي الخاص، وبروح أغسل وأكفن، وكل ده بالمجان، لوجه الله».
بعدما علم صاحب الشركة التي يعمل بها محمد، ما يقوم به من خير، قرر منحه 1000 جنيه لشراء أكفان لموتي كورونا: «قالي خد الفلوس دي هات بيها أكفان، بدل ما بتدفع كل الفلوس دي كلها من جيبك».
مراحل تكفين موتى كورونا
يلف «محمد» بلف قماش، أولا علي جسد المتوفي، وبعد ذلك طبقة من البلاستيك «مشمع» ويضع طبقة أخري من القماش: «حاسس بوجع الناس، فلوس، الغسل غالية وفيه حانوتية ممكن تستغل الظروف وتطلب مبالغ خرافية، قلت أخفف عن الناس دي كل اللي هما فيه».
يؤمن «محمد» نفسه من خطر انتقال عدوى كورونا، بارتداء 5 بدل تغسيل، إلى جانب 3 جوانتيات في اليد الواحدة، و3 كمامات: «وبرش كلور وبعقم المكان كويس قبل الغسل وبعده».
تعليقات الفيسبوك