فرض حظر التجول والإغلاق إجراء تسارع به مختلف الدول أملًا في إحتواء الوباء القاتل خاصة بعدما تتزايد الإصابات بشكل كبير بفيروس كورونا، رغم حالة الجدل بين خبراء الصحة حول مدى جدوى تلك الأداة.
ومن بين الدول الفارضة لحظر التجول، جاءت فرنسا وذلك في التوقيت بين السادسة مساء حتى السادسة صباحًا، إضافة إلى إغلاق المحلات التجارية، كما أن في مقاطعة كيبيك الكندية تم فرض إجراءات إغلاق مماثلة، خلال شهر يناير الجاري، وتم حظر التجول بين الثامنة مساء حتى الخامسة صباحًا، وفقا لما ذكرته «سكاي نيوز» نقلا عن صحيفة «نيويورك تايمز».
وحتى الآن ما زال العلماء في حالة جدل حول ما إذا كان فرض الإغلاق يساعد على إبطاء انتشار الفيروس أو ذات فائدة فعلية، خاصة في بعض الدول مثل أستراليا، إذ أن إغلاق المحلات التجارية والمدارس واقع بنفس توقيت وقف الكثير من الأنشطة، وعليه التباعد الاجتماعي واقع بالفعل.
وفي إطار ذلك، قالت إيرا لونجيني، الباحثة في علم الإحصاء بجامعة فلوريدا، إنها ترجح أن يكون حظر التجوال مفيدًا بالفعل في إبطاء الوباء، فيما أوضحت ماريا بالياكوفا، الباحثة الاقتصادية بجامعة ستانفورد، إنها درست تأثير الوباء على الاقتصاد الأمريكي، فوجدت أن بقاء الناس في البيت يؤدي مباشرة إلى خفض حالات الإصابة، لأن الإغلاق يحد من التواصل بين الناس.
لكن هذا الإغلاق يلحق ضررًا كبيرًا بالأشخاص الذين يخسرون ماديًا، ليصبحوا عاجزين عن تأمين موارد العيش لهم ولعائلاتهم، وعليه تتساءل الباحثة حول مبرر منع الناس من الخروج لأجل المشي ليلًا، ما دامت النوادي الليلية والمطاعم مغلقة في الأصل، أي أن الناس سيكتفون بإستنشاق بعض الهواء والتحرك لمسافة محدودة بجوار بيوتهم.
وهناك سؤالًا آخر يطرح نفسه، ألا وهو «هل الإغلاق يكبح انتشار الوباء أم يزيده»، وعليه يقول وليام هاناج، الباحث في علم الأوبئة بجامعة هارفارد، إن المطلوب هو معرفة الأنشطة التي تزيد انتشار الوباء.
كما أوضحت دراسة منشورة بمجلة «ساينس» والتي أجريت بإقليم هونان الصيني، تبين أن حظر التجوال والإغلاق يؤديان إلى نتائج متضاربة ومحيرة، لأنهما يقودان لكبح الفيروسات في المجتمع أي في الأماكن التي تشهد اكتظاظا، لكن يؤديان أيضا إلى زيادة إصابات كورونا وسط الأسر، لأن أفراد العائلة يقضون وقتًا أطول إلى جانب بعضهم البعض في أماكن مغلقة.
تعليقات الفيسبوك