فقدان حاسة الشم والمعروفة باسم «عمى الرائحة»، هي أبرز الأعراض الشائعة لمرضى فيروس كورونا المتسجد، وعليه يمكن تكون ذات تأثير على حاسة التذوق لدى الأشخاص.
أقرأ أيضا.. بينها كورونا.. سقوط الشعر يشير إلى حالات مرضية بعضها خطير
وبحسب ما ذكرته «سي إن إن»، فإن لينا وين، طبيبة الطوارئ والمحللة الطبية، قالت إنه فقدان حاسة الشم أو التذوق من أكثر المؤشرات تحديدا لفيروس كورونا، مضيفة أنه حتى بدون ظهور أي أعراض أخرى، يفيد مرضى الفيروس الغامض بأنهم لا يستطيعون الشم أو التذوق.
وأوضحت وين، أنه بينما يستعيد معظم الأشخاص حاسة الشم أو التذوق في غضون أيام إلى أسابيع، لا يزال هناك الكثير ممن لم يستعدوا حاسة الشم بعد شهور، من بينهم ألثيا مولاركي، 53 عاماً، والتي منذ ديسمبر الماضي، لم تعد قادرة على شم رائحة الجردينيا القوية في منظف الشعر الخاص بها.

وجابت مولاركي، أرجاء المنزل واستنشقت كل ما يمكن أن تجده، وأدركت أن حاسة الشم لديها قد اختفت، وعليه لم تعد تحب طعم البيض، لأنها لا تستطيع تذوقه، وبعد فترة استطاعت تذوق «الملح، والفلفل، والليمون وأفضل القوام المقرمش»، ومع ذلك، لا تستطيع تذوق أي طبقات من النكهات المحببة إليها.
وعليه أشارت الدكتورة مارتا بيكر، اختصاصية طب الأنف والأذن والحنجرة، أن الإحساس بتذوق الطعام مثل الفلفل الحار والنعناع، يأتي من تجارب نمر بها مع أجهزة الاستشعار الساخنة والباردة داخل الفم، مضيفةً أنه يمكنك الحصول على طعم الحموضة، والحرارة، وحتى الملوحة، ولكن ليس طعم طبقات الأطعمة مثل الكزبرة.
أقرأ أيضا.. 10 علامات تدل على إصابتك بـ«كورونا» وقد تكون محميًا لمدة 5 أشهر
وقالت بيكر: «لا نعتقد أنه من الشائع أن يفقد الناس فعلياً حاسة التذوق بسبب كورونا.. وإذا تعمقت في الأمر، فستجد أن وظيفة حاسة الشم في الأنف لا تعمل»، وقد يفسر ذلك لماذا أصبح القوام، واللون، وحتى الطقوس المتعلقة بالطهي أكثر أهمية لبعض الناس في الوقت الحالي.
وتعد الروائح الوهمية موضوعاً شائعاً في مجموعات دعم «كوفيد 19 عبر الإنترنت»؛ إذ روت مولاركي إنها شمت رائحة دخان كثيف ورماد، وهي غير موجودة بالفعل في البيئة المحيطة بها، وكادت تجعلها تتقيأ، وهذا ما تحدثت عنه بيكر؛ إذ أن مرضاها لاحظوا ظهور تلك الروائح الوهمية مثل رائحة القمامة، أو الدخان.

وقالت وين، إنه يُعتقد أن فيروس كورونا لا يؤثر على الخلايا العصبية التي تتحكم في الرائحة بل على الخلايا من حولها، ويعد ذلك أيضاً جيداً للتعافي، لأن الخلايا الداعمة تتجدد بشكل أسهل من الخلايا العصبية.
وتحاول كايا شيشاير، التي قالت إنها لا تزال تفتقد 90% من حاسة الشم منذ إصابتها بالفيروس أنها تعمل على إعادة تدريب حاسة الشم لديها، إلى جانب إضافة المزيد من الأعشاب والتوابل أكثر من المعتاد لطعامها، قائلة أن إضافة الليمون أو القرنفل وتلك المكونات العطرية تعزز روائح الأطعمة وتجعلها تشعر وكأنها لا تفتقد الكثير.
وجاء ذلك بناء على اقتراح طبيبها، الذي طلب منها التدريب على شم الروائح باستخدام عناصر مثل الورد، والليمون، والقرنفل، والثوم ونبات الأوكاليبتوس ذات الروائح القوية لإعادة تدريب دماغها على تذكر الروائح والتعرف عليها.
وقالت بيكر إنه أسلوب توصي به للمرضى، إذ أنه لا يوجد علاج لفقدان حاسة الشم، لكنه تتحدث عن أن إعادة تدريب الدماغ على رائحة الأشياء؛ إذ يمكن أن تساعدك الذاكرة على الشم الروائح، ويمكن أن تساعدك الروائح على تذكرها، ناصحة باستخدام المكونات المتوفرة، مثل المكونات العطرية، لتلائم تلك الروائح بذاكرة حاسة الشم لديك.
تعليقات الفيسبوك