حسين سليمان لاعب ومدرب كرة يد في الأربعنيات من عمره
تعلق قلبه بتلك اللعبة التي لم تكن الأعلى شعبية في بلاده، لم ينقص من شغفه غياب الشهرة التي حظى بها من مارسوا اللعبة مثله، يجد متعته القصوى في كرة يصوبها بقوة إلى مرمى منافسه، يراه رفقاه رجلا ذا روحين، فأحيانا يرتدي ثوب اللاعب الذي يصول ويجول داخل صالة مغطاة مبتغيا تحقيق النصر لفريقه، وأخرى يرتدي ثوب مدرب يعطي التعليمات لبراعم صغار من أجل إطعامهم فنون اللعبة، ليصبح ابن محافظة كفر الشيخ، أسطورة عشق لكرة اليد امتدت لـ40 عاما بين اللعب والتدريب في آن واحد.
48 عاما هي سنوات عمر، حسين سليمان لاعب كرة اليد في مركز شباب بيلا، ومدربا لأحد فرق الناشئين في اللعبة نفسها، في مسيرة احتلت فيه كرة اليد كل حياته وتناغمت مع روحه حتى أصبحا شيئا واحدا لا ينفصل، كل هذا جعل فكرة تخليه عن اللعبة مستحيلة مهما بلغ به العمر من التقدم، وما يعانيه في محاولة التوفيق بين عمله كسائق لسيارة الأجرة، والعناية بأسرته وكرة اليد.
تعلق بحب كرة اليد منذ صغره وبدايته كانت في مسقط رأسه في مدينة بيلا
في عمر عشرة أعوام كان «حسين» يخطو أولى خطواته إلى مركز شباب بيلا، متوجها إلى ملعب كرة اليد، بعدما شغلت عقله وقلبه، فكان يشاهد مبارياتها على التلفاز، ويرى الأبطال يصوبون تجاه المرمى ويحرزون الأهداف، «حبيتها عشان فيها مميزات كثيرة، تحتاج القوة البدنية، وتعلم الدقة في الاختيار، والسرعة في الأداء، وبتعلم الطموح المحاولة للوصول إلى الأفضل».
فرق عديدة لعب لها الرجل الأربعيني حتى بعدما تجاوز العمر المعتاد للاعبي تلك الرياضة، ففي خلال مسيرته لعب لنادي بيلا، الترسانة، نادي الجيش، مركز شباب كفر الزيات، «آخر انتقال ليا كان السنة اللي فاتت، كان لنادي بيلا، ونجحنا مع الفريق في تحقيق مركز كويس جدا في دوري الدرجة الثانية».
تمر الأعوام وما زال حلم «حسين» عالقا في قلبه وعقله، طالما تمنى أن يكون لاعبا في المنتخب الوطني لكرة اليد، ويلعب معه في بطولة كأس العالم، لكن الفرصة المنتظرة لا تأتي، فيجتهد أكثر في تدريباته ولعبه خلال المباريات، «لحد ما دخلت في سن الثلاثين وعرفت إن الحلم بقى صعب يتحقق، وكل ما أكبر يبقى أصعب وأصعب».
بدأ التدريب بجانب كونه لاعبا في عام 2010 ويحلم أن يكون أحد لاعبيه في المنتخب الوطني
حلم آخر بدأ يراود قلبه 10 أعوام، حينما تولى تدريب فريق الناشئين في مركز شباب بيلا بجانب عمله كمدرب، لتقع على كاهلة مسؤولية إخرج أجيال جديدة في كرة اليد، ينقل لهم خبراته التي اكتسبها على مدار سنوات لعبه، «حلمي الجديد يكون لاعب من اللي دربتهم يكون في منتخب مصر، وأعيش في خيالي مع حلمي في الانضمام للمنتخب».
6 بطولات ذلك هو رصيده طوال مسيرته الرياضية، والتي حصلها مع فرق عديدة تنوعت ما بين المركز الأول والثاني في بطولة الجمهورية لكرة اليد، ويسعى لأن تزداد أكثر من ذلك، «أنا مع الفريق بنلعب كلنا باجتهاد عشان بنحب اللعب، والفوز ببطولة هو تتويج للنجاح».
«حسين» أكبر لاعبي الفريق سنا ويفوق عمره مدربه بعام
في الفريق الذي يلعب فيه «حسين» تتراوح أعمار اللاعبين ما بين 18 و19 عاما، ليصبح أكبرهم سنا، والفارق بينه وبين أكبرهم الذي يبلغ من العمر 35 عاما أكثر من 10 أعوام، كما أنه أيضا يكبر مدرب الفريق بعام، «كلهم بيعتبروني قدوة ليهم، وبلعب المباريات بخبراتي، بجانب أني بشتغل على نفسي لتحسين لياقتي البدنية عشان أقدر أجري وسط زملائي في الفريق».
لعب في جميع مراكز المعلب بما فيهم حارس المرمي
جميع مراكز الفريق لعب فيها الرجل صاحب الـ48 ربيعا، فتواجد كلاعب مركز، وظهير أيمن وتارة في الجانب الأيسر، وأخرى لاعب للدائرة، حتى مركز حارس المرمي تواجه فيه كلاعب، «من 3 مواسم كنت في مباراة وأصيب حارس المرمى، ولعبت مكانه المتبقي من المباراة، وقدرت أسجل 7 أهداف وأنا بلعب حارس، وفزنا في تلك المباراة في النهاية».
أبناء «حسين»، لم يرثوا منه حب تلك اللعبة، فرغم أنه قرر أن يلتحقوا بفرق كرة اليد، إلا أنهم لم يرغبوا في الاستمرار بها، ليجدوا شغفهم في رياضة أخرى، «عندي ولدين قرروا أنهم يحبوا كرة القدم وعايزين يلعبوها، ومقدرش أفرض عليهم رياضة أنا بحبها يمارسوها، بس أهم حاجة إنهم يكونوا رياضيين».
مع كل كرة تلعب من لاعبي المنتخب المصري في بطولة كأس العالم الحالية يتحرك معها كأنه على بساط الملعب، يسدد ويمرر ويصنع الأهداف لزملائه، يرقص مع كل كرة تهز الشباك ويتألم لأي كرة تخادع لاعبينا وتهز شبكتنا، يعلو صدره ويهبط بقوة متخوفا من أي هجمة على مرمانا ويتنفس الصعداء مع انتهاء الهجمات، «مش قادر أنسى حلم إني ألعب في المنتخب حتى لو مباراة واحدة، وكمان نفسي من اللاعبين اللي بدرهم يكون واحد في المنتخب».
تعليقات الفيسبوك