جينات البطولة تولد مع الإنسان، ولكن هناك من يكون لديه استعداد علي إخراجها عند الحاجه إليها، وهناك من ينكر وجودها غريزة بداخله.
فيروس كورونا الذي تمكن من التفشي قد استطاع إجبار عدد كبير من الدول علي الإغلاق التام، واخري لجأت إلي غلق حدودها بشكل كامل، في محاولة لمنع زيادة أعداد الإصابات ومحاولة للسيطرة علي الموقف، بعدما أصبح الفيروس يمثل خطورة بالغة علي البشر.
مبادرات لتوفير اسطوانات الأكسجين مجانا
ولأجل ذلك إنطلت العديد من المبادرات الأهلية في مصر لتشارك الدولة في محاربة الوباء العالمي، فهناك البعض منها اختصت بتوزيع كمامات علي المواطنين بالمجان، وآخري جاب شبابها القري والنجوع من أجل التوعية بخطورة الموقف، وهناك من قدموا مبادرات لتوزيع اسطوانات أكسجين علي مرضي العزل المنزلي في محاولة للتخفيف عنهم.
نقص خزان الأكسجين
ومع تزايد الإصابات تحولت مستشفي مطوبس إلي عزل صحي، ومن هنا تبدأ الأحداث، حينما نقص خزان الأكسجين فجأة، حتى قام الأهالي بتوفير عدد كبير من اسطوانات الأكسجين في محاولة للسيطرة علي الموقف، وانقاذ المرضي، بعدما نفاذ الأكسجين.
تطوع الأهالي وقدموا الاسطوانات، وبالفعل تمكنوا من إنقاذ مرضي عزل كورونا، في مشهد تجلت فيه البطولة.
بطولة مبكرة
وفي الكواليس الخفية للقصة هناك شخص تجسدت فيه البطولة في أبهي صورة لها، حيث تمكن بمفرده من حمل أكثر من 80 أسطوانة أكسجين، تزن الواحده منها أكثر من 70 كيلو، وصعد بتلك الكمية إلي الطوابق العليا من أجل توصيلها للمرضي في أسرع وقت ممكن.
«الكومي» انقذ الأرواح:كنت زيهم
محمد أشرف الكومي، ذلك الشاب الذي ساهم في إنقاذ عدد كبير من الأرواح، حيث نقل أنابيب الأكسجين بعدما حملها علي ظهره الواحده تلو الأخري.
يقول «الكومي» أنه حينما اكتشف الأطباء أن هناك نقص كبير في خزان الأكسجين الرئيسي بالمستشفي وأن هذا يمثل خطورة بالغة علي حياة المرضي، قرر الأهالي توفير الأنابيب: «أنا شغال أمن في المستشفي، في اليوم ده زمايلنا قالوا إن تنك الأكسجين خلص، وأهل البلد بقيت تجيب أنابيب، وأنا وزمايلي بقينا نشيل ونجري علشان نحط للمرضي الأنبوبة، وننزل الفاضية».
ترك زوجته المريضة لإنقاذ المرضي
وهرول الشاب العشريني وترك زوجته المريضة وقرر أن يحمل تلك الاسطوانات علي ظهره كي يساهم في إنقاذ حياة المرضي: «شيلت 80 أنبوبة، والأزمة كانت بدأت الصبح، والعربية اللي بتجيب أكسجين للمستشفي جات قبل المغرب، في خلال بقي الفترة من الصبح لحد الساعة 4، وأنا بشيل في الاسطوانات اللي الأهالي جابوها رغم أن دي مش شغلتي، وقدرت أطلع كل الكمية دي لوحدي».
إصابة «الكومي» بـ كورونا قبل ذلك منحته شعورًا بما يعاني منه مرضي الفيروس، مما جعله يبادر في توصيل الاسطوانات لهم: «كنت بجري بالانابيب علي السلم علشان الحق أطلع وانزل أجيب تاني، لما كنت تعبان، كانت الأنبوبة هي الحياة بالنسبة ليا، علشان كده أنا عارف كويس أهميتها للمرضى»، مضيفًا: «وقتها مكنتش بفكر في حاجة غير إني أنقذ الناس».
وعلي الرغم من تواضع الراتب الذي يحصل عليه الشاب إلا أنه ألقي بكل همومه خلف ظهره ولم يفكر سوي في إنقاذ المرضي: «بعد اللي حصل فيه ناس، كتير كلموني واتكرمت برضه، لكن انا اهم حاجه بالنسبة ليا هي ساهمت في إنقاذ كل المرضي دول».
تعليقات الفيسبوك