من الذي قد يفوت فرصة الاحتفال بالكريسماس؟ لا شيء يملك قدرة مجابهة تلك البهجة، حتى إن وقف أمامها فيروس لعين أغلق الحدود وأوقف الطيران وخلق تباعدًا وجعل من التقارب والألفة مطلبًا مؤجل المنال، لكن هذه المرة البهجة قد يكون لها ثمنًا باهظًا وشعورًا مؤلمًا بالذنب.
هنا لن يكون المحتفين بالسنة الجديدة يفكرون بملل في تطبيق الإجراءات الاحترازية لكورونا، الأمر لا سبيل للرجعة فيه، من تعدى خط «تدابير كورونا الأحمر» لن يمكنه التراجع ولو خطوة، ما قبل الخط لا يشبه بعده، قبله أنت في مرمى العدوى، بعده أنت بين يديها في انتظار «رحمة الشفاء».
طبيعة الموجة الثانية من «كوفيد -19» كشفها عدد من الأطباء، والتي من أبرزها تزايد أعداد المرضى الأصغر سنًا بشدة أعلى مما كانت في الموجة الأولى بالعام الماضي، حسب ما ذكره موقع «سكاي نيوز» البريطاني.
ومن بين الحالات الأصغر سنًا والتي تعاني من الموجة الثانية، كان ديفيد باروت، الشاب البالغ من العمر 19 عامًا، يكافح من أجل الشفاء إذ رغم عمره ظل جالسًا في عزلة مرتديًا قناع الأكسجين الذي يساعد رئتيه اللتين دمرتهما «كوفيد -19» على التنفس، «ديفيد» الذي يبدو مثله مثل الملايين حول العالم، لم يفوت فرصة الاحتفال بالكريسماس رغم مخاوف العدوى.
معاناة «ديفيد» المرضية جعلته يجلس بمفرده وقت طويل، ليصبح أمامه وقت طويل للتفكيرحول كيفية استمراي معاناته، قائلًا: «أنا في التاسعة عشرة من عمري فقط - وهذا يظهر أن أي شخص يمكن الإصابة بالمرض.. والتواجد أسفل جهاز الأكسجين».
وحول معاناته في أثناء وجوده داخل عناية مستشفى مقاطعة رويال، قال «ديفيد»: «لقد كنت أعاني من نقص الأكسجين منذ أن كنت هنا، لم أعاني من أي حالة طبية وفجأة يمكنني أن أكون هكذا في سرير غير قادر على فعل أي شيء بسبب من هذا الفيروس، إنَّه فظيع».
وما يدعو الشاب البالغ من العمر 19 عامًا للشعور بالقلق هو المستقبل وأعراض ما بعد كوفيد، واصفا إياها أنها تدعو للقلق، متابعًا: «يدور في رأسي أن هذا قد يؤدي إلى تلف رئتي قليلاً، ومن المحتمل أن يمنعني هذا من القيام بأشياء أريد القيام به».
حقائق صادمة عن الموجة الثانية لـ كورونا: الإصابات أكثر بين الشباب
ومن بين الأطباء البريطانيين، قال الدكتور جون دي فوس طبيب سرطان سابق وهو الآن استشاري بحالات «كوفيد -19» في المستشفى، إنَّه يعالج عددًا متزايدًا من المرضى مثل «ديفيد».
وتابع «جون»، أنَّه يعاني المصابون بفيروس كورونا المستجد خلال الموجة الثانية أعراضا أكثر حدّة، كما أن المرضى هذه المرة أصغر سنا، ويظلون في المستشفى فترة أطول، ولا نستطيع التنبؤ بالتداعيات بعد الشفاء.
وأضاف الدكتور دي فوس، أنَّ بعض هؤلاء المرضى مصابون بالفيروس ومصابون بالذنب، موضحًا: «نحن نرى المرضى الذين أقاموا تجمعات في عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، والتي كان مسموحًا بها، لكننا نرى الآن الآثار اللاحقة لذلك وهو يجلب معه الكثير من الشعور بالذنب والعاطفة».
تعليقات الفيسبوك