عاش يخدع الجميع قرابة الـ40 عاما، ويوهمهم بوظيفته السيادية وأنه ذو نفوذ كبير، ظل يكذب على الجميع حتى زوجته وأبنائه لم يرحمهم من الغش والكذب، ليقع في قبضة العدالة ويكتشف الجميع أن من عرفوه كضابط ليس إلا نصاب محترف.
الواقعة جرى كشفها بالمصادقة، عندما جرى ضبط عقود بيع قطع أراضي مزورة بحوزة أحد المتهمين في جرائم النصب والتزوير وباستكمال الفحص وأعمال التحري، تم الوصول للمتهم الشهير بـ«نصاب الجيزة»، وتبين أنه وراء العديد من جرائم النصب والاحتيال والتزوير المتقنة، كما تم ضبط صور له بملابس عسكرية والمفاجأة الصادمة أن أسرته لا تعلم أي شئ عن خداعه وأنه نصب عليهم أيضا وأوهمهم بمنصبه وبلوغه المعاش.
استشاري الصحة النفسية: المتهم لديه شخصية سيكوباتية
الدكتور جمال فرويز استشاري الصحة النفسية، أوضح في حديثه لـ«الوطن»، أن المتهم البالغ من العمر 61 عاما، شخصية سيكوباتية ويعاني من اضطراب في الشخصية، وتمقص دور الضابط تماما وتعايش معه بكل تفاصليه لأنه لم يكتشف خلال الفترة الماضية.
وتمادي «نصاب الجيزة» في ارتكاب كل ما يخص شخصية الضابط من أخطاء، للتكسب المادي أو التربح، والشخصية السكوباتية تسم بأنها فئة معادية للمجتمع، وهي فئة سلبية لديها لا مبالاة وعدم الاهتمام بتوابع تصرفاتها، الكذب والنصب لديها أمرا سهلا للغاية، وبالتالي فأن المتهم ليس لديه وازع القيم والتصرفات الأخلاقية.
النصاب تعود على الكذب وتقمص شخصية الضابط
وشرح «فرويز» أن النصاب تعود على الكذب، ومستشهدا بحديث نبوي «عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم« عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا».
وأضاف: «بالتالي فأن النصاب أصبح متقمص دور الضابط وصدق الكذبة وعاش مع الشخصية تماما، مثل الممثل الذي يتقمص شخصية ما في فيلم أو مسلسل".
وعن استمرارية النصاب في دور الضابط، يقول الاستشاري النفسي، إن المتهم أتقن دوره وما ساعده على الاستمرار هو عدم ضبطه أو كشفه، ولم يقف الأمر عن المحتمع فقط بل تمادى في النصب والكذب على زوجته وأبنائه، وظن بتقاعده عن الوظيفة الوهمية أنه في أمان.
اضطراب الشخصية لن يعفي المتهم من العقوبة
وعلاج هذه الشخصية بالجلسات النفسية وتعديل السلوك، ولكن لا يوجد ما يبرر فعلته أو شهادة تعفيه من مسؤولية ما حدث باعتباره لديه اضطراب في الشخصية.
تعليقات الفيسبوك