شهدت ساحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» غضبا واسعا، بسبب الطفل «محمد»، ذو العامين والنصف عام، الذي يعمل مساعدا لوالده في ورشة حياكة، بمقابل مادي قدره 200 جنيه في الأسبوع، لقيام والده بتشغيله رغم صغر سنه بدعوى تعليمه أساسيات المهنة.
والطفل، الذي يمكن أن يحظى بلقب أصغر عامل في العالم، يقول بمساعدة والده في محل الخياطة الكائن بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية، من خلال تنظيف القماش بعد تطريزه، والقيام بـ«كنس» وتنظيف أرضية المحل بعد انتهاء العمل.
انتقادات لوالد الطفل «محمد»
وواجه «محمود عبد العزيز»، والد الطفل، العديد من الانتقادات من مستخدمي «السوشيال ميديا» عند رؤيتهم لقصته، مبررين أن مكان هذا الطفل هو أحضان والدته وليس العمل، حيث كتب حساب باسم محمد عادل، «الطفل ده المفروض يكون مكان اللعب مش الشغل، وأبوه كده بيعرضه لخطر كبير، خصوصًا إن الماكينات دي شغالة بالكهربا وده في حد ذاته كارثة لو كان بيلعب، ولو شغال فالكارثة أكبر لأنه إزاي يتعامل مع أدوات زي دي».
فيما علق حساب باسم «على أحمد»، قائلا: «الطفل صعب عليه أي حاجة، إلا اللعب والأكل والشرب والنوم، فـ إزاي أب يحمل ابنه مسؤولية زي دي، حتي لو هو عاوزه يعتمد على نفسه».
كافة القوانين تجرم عمل الطفل
واتفق كثيرون على جريمة تشغيل الأطفال، ووفقًا للمحامي «محمود الحديدي»، فالدستور المصري وقانون الطفل وقانون العمل، يجرمون عمل الأطفال الأقل من 12 عامًا، إذ يقول قانون العمل أن الأطفال الذي لم يتخطَ عمرها 14 عامًا، لا يجب عملهم إلا بقرار من المحافظ، كما نص الدستور على تجريم عمل الطفل في المرحلة المبكرة، وفي حال عمل طفل الأقل من هذا السن، يعاقب الأب بالحبس 6 أشهر مع الغرامة المالية.
ويضيف الحديدي، «كل القوانين بتحرم عمل الأطفال لأن ده بيمثل خطرا كبيرا عليهم، والأطفال اللي عمرها 12 سنة وأقل من 14 عشان يشتغلوا لازم قرار من المحافظ، والشغل يبقى خفيف زي الأعمال الموسمية التي لا تعرض الطفل للخطر».
الحبس 6 أشهر للأب إذا عرض ابنه لعمل خطر
كما نص قانون الطفل على أن الحد الأقصى لعمل الأطفال هو 6 ساعات يوميًا، من بينها ساعة لراحة الطفل وتناول الطعام، ويقوم أحد أبويه باستلام أجره، وبحسب الحديدي: «تشغيل الأطفال عامة كارثة ولازم حد أقصى 6 ساعات لأن الطفل مايتحملش غير كدة».
كان «الوطن» قد نشر قصة الطفل «محمد» الذي يساعد والده في محل الخياطة، وبحسب والده، فإن نجله وفر عليه الاستعانة بمساعد، وفي الوقت نفسه استعجل الأب نزوله إلى العمل مبكرا من أجل تعليمه أساسيات المهنة التي سيعمل لها مستقبلا.
تعليقات الفيسبوك