على مقعد خشبي اعتبره منزلا له على كورنيش النيل يجلس متدثرا بغطاء صوفي يحميه من برد الشتاء القارص جلس حاملا حقيبة صفراء بلاستيكية تحوي كنزه في الدنيا كتاب أكل عليه الزمان وشرب حتى كادت تمحى ملامحه حتى لا تكاد تتبين أسمه ومن بين وريقاته المتهالكة والمتسخة يظهر الاسم "وصايا الذبيح" بضع كراسات تحمل صفحاتها أشعاره وخواطرة أحلامه التي يأس من تحقيقها بعدما تخلى عنه اهله وأصدقائه وصار الطريق ملاذه الوحيد انه المشرد المثقف عمرو أو كما يلقبة اهل المنطقة "أبو عبد الله سقراط"
بعين المصور التي لا تخطأ التقطه المصور "أحمد منصور" ولفت نظره هذا المشرد الذي ينهمك في قراءة الكتب متناسيا حالة وكل ما يدور من حوله وكان متاع الدنيا أتى له في كتاب، وعلى عكس كل من قابلهم أثناء تجوالة بين طرقات القاهرة اثناء جولاته كمصور حر لم يطلب سقراط طعام أو نقود ولكن كان مطلبه الغريب والوحيد والذي طلبة بكل رجاء قائلا "نفسي في كتب لنجيب محففوظ وفيكتور هوجو وشكسبير اللي عايز يساعدني يجيبلي كتب بدل ما بلمها من الزبالة، نفسي في كتاب لنجيب محفوظ لم أقرأ له منذ عام ونصف وهذا ما يتعبني اموت وأقرأ له روايه وانا اعلم أساليب الاستعارة سأحافظ على الكتب لن يصبها خدش وأعيدها لأصحابها فهي بمثابة المسكن لآلامي والمخدر أعيش معها لحظات خارج نطاق الزمن".
وأضاف: "من أجل كتاب وجده عامل قمامة في الأرض خضت معركة منذ بضعة أيام بعدما لمحته يلتقطه من الأرض فهو بالنسبة له 5 جنيهات على الأرض ولكن بالنسبة لي يساوي ملايين الجنيهات ولم يتركه لي إلا بعدما أعطيتة كل ما أملك ثلاثة جنيهات كنت انوي شراء بضع أرغفة خبز"."لم يكمل سقراط تعليمه كما كتب في أحد خواطره بكراسة أحلامة المتهالكة التي تحوي بين صفحاتها أشعار حمل أحداها اسم "اللص والكتاب" وبها أسماء أبطال الرواية سعيد مهران ونبوية وعليش لينقل فيها مشاعرة يقول في أبياتها "عيل صغيرعجيب ودماغه عجباني ..حلم ف يوم يطير ويروح مكان تاني .. حلم وحلمه تاه في زحمه وفي تفاصيل زي السمك ف النيل حلمه يعود تاني".
تعليقات الفيسبوك