منذ الصغر وهو يهوي جمع الأنتيكات رغبة منه في أن يتميز عن غيره، فلا سبيل له لتحقيق ذلك بغير تلك الأشياء القديمة التي تباع في الأسواق، التي يتجول فيها دون كلل، حتي يحصل على قطعة قديمة يعود بها إلى ذلك المخزن الذي يجمع بداخله كل ما يقوم بشرائه.
ربما لا يعلم أحد قيمة تلك الأشياء التي يشتريها وذلك لأنها لا تعدو كونها لعب أطفال، ولكنها ليست كذلك لديه، فهو الذي يعتبر أنها قطع فريدة لا بد من الاحتفاظ بها لمعرفة كيف كان السابقون يفكرون.
عماد أديب، من منطقة شبرا، ذلك العجوز الخمسيني الذي يعشق جمع الانتيكات، ويعتبر أنها كنز ثمين يجب الحفاظ عليه: «من صغري وأنا بقتني الحاجات القديمة دي، ومن كتر ما أنا بشتري منها بقيت عارف التواريخ والأرقام، وبالنسبة للورق بقي عندي قدرة إني أعرف الأصلي من المضروب».
لم يحب «عماد» العملات والطوابع البريدية وذلك لأنه يرى أن من يتجه صوب تلك العملات سيتوقف عن النظر عن سوها وهنا ستضيع عليه فرص كثيرة لاقتناء أشياء ثمينة: «حبيت لعب الأطفال القديمة اللي من القرن الماضي، ودي أكتر ميزة فيها إنها مصنوعة من الصاج، وأي لعبة صاج بيبقي لها تاريخها ولها كمان سنة للصنع، وده بيدي لها قيمة كبيرة».
استطاع الخمسيني جمع ما يزيد عن 3000 لعبة، وعلى الرغم من عدد تلك الألعاب لديه فهو فقط يحب جمعها دون الاتجار بها.
أربعون عاما قضاها عم "عماد" في التجول بين الأسواق من أجل شراء تلك الأشياء القديمة، تمكن في تلك المدة من معرفة كيف تطورت صناعة الألعاب في العالم: "الألعاب بحسب اعمارها، وعندي معلومات كتير عن مراحل تطورها، كانت صاج في الأول وبعد كده دخلوا فيها الفيبر، وبعدها بلاستيك مع فيبر وحاليا كلها بلاستيك".
عند توافر أكثر من قطعة من نفس الموديل لأحد الألعاب يقوم "عماد" بعرضها على تلك الصفحات المهتمة بالانتيكا.
تعليقات الفيسبوك