طوال 48 ساعة وهو إلى جوارها يحاول إنقاذ روحها من الفيروس اللعين، تنفياً لوصيتها التي قالتها في آخر كلماتها «ماتيتمش عيالي»، ولكن القدر قال كلمته وبعد أن نجح طبيب الإسكندرية الذي نال شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى في إنقاذ مريضته، قال القدر كلمته ووافتها المنية بعد 48 ساعة من الواقعة، ليسدل الستار على تلك البطولة التى أصبحت ملء السمع والبصر.
وظهر الطبيب جالسا متربعا سارحا في تفاصيل محاولة إنقاذها، يتذكر وقوفه بجانب سرير «أم» مريضة بفيروس كورونا، يحاول جاهدا أن يعيدها إلى الحياة، فنسبة الأكسجين في دمها وصلت إلى 35%، وأغلقت الرئة بالجلطات تماما وبدأت نسبة الأكسجين في الانخفاض، يستمر في محاولات إسعافها بالتنفس اليدوي، محاولا إبقاءها حية.
وفاة الأم
حالة حزن وألم سيطرت على الطبيب بعد وفاتها، يحاول نسيان مشهد الأم ولحظات الألم الصعبة، مؤكداً أنه فعل كل ما بوسعه، ولكن قضاء الله وقدره، يحكي «عنتر» تفاصيل ما حدث: «الأكسجين كان مش بيزيد عن 36% ودي حاجة غريبة ومش بتبقى موجودة ونادرة، كانت بتاخد النفس بصعوبة جدا ومجهدة ونفسها سريع جدا، كانت بتتعذب حرفيا، حاولنا بقدر الإمكان إننا منوصلش لمرحلة التنفس الصناعي، بس كل المحاولات فشلت، اضطرينا نحطها على الجهاز ولما اتحطت مستجابتش ودي كانت المشكلة الأساسية».
5 ساعات متواصلة، قام الطبيب بمحاولة إسعافها بالتنفس اليدوي، لا يتوقف عن الضغط ولو لثانية واحدة، يحاول إرسال أكسجين لها، والتوقف يعني وفاتها: «المجهود كبير بس الفكرة كلها كانت إني مش عارف هعملها إيه، لو في أي لحظة وقفت حركة إيدك هتبقى إنت حكمت عليها بالوفاة».
بعد إنقاذها مؤقتا ورفع الأكسجين الخاص بها بطرق غير تقليدية، أعطوا للأم «بنج» بشكل متواصل، حتى لا تشعر بالألم، وفقا للطبيب: «إديت لها بنج كل كام ساعة عشان متفوقش، لأن لو فاقت وصاحية ومحطوط أنبوبة في بوقها فالطبيعي مش هتستحملها وهيبقى مؤلم، خصوصا إنها بتطلع هوا والجهاز بيديها هوا، فلازم المريض يكون نايم».
كلمات الأم.. مؤلمة
«والنبي يا دكتور ماتيتمش عيالي»، كلمات الأم للطبيب يحاول جاهداً مقاومة نفسه حتى لا يتذكرها، يريد نسيانها، كلمات مؤلمة، لا يتمنى لأحد أن يمر بتجربته، يقول «عنتر»: «الموضوع مؤلم خصوصا أنها توفيت، كنت حاسس وقتها إني شلت مسؤولية أكبر منك، شلت حمل كبير».
يؤكد «عنتر» أن هناك الكثير من الحالات تأتي بنفس حالة هذه السيدة، ولكن لا يصل الأكسجين إلى هذه النسبة الضئيلة، مضيفاً أن بعض الحالات يستطيعون إنقاذها والآخر يتوفى: «بننقذ حالات كتير، ويمكن دي الحاجة الوحيدة اللي مخلياني أكمل في الشغلانة دي».
تعليقات الفيسبوك