تلاجة صغيرة وكميات كبيرة مز الطعام، ولافتة ورقية مدون عليها بخط واضح عبارة "أكل لغير القادرين مجانا بدون مقابل".
تلك هي الصورة أمام محل خالد عبدالله، لصيانة الأجهزة الكهربائية بمنطقة عين شمس، والذي قرر هو ومجموعة معه مساعدة غير القادرين وتوفير طعام لهم، دون جمع أموال تبرعات فالأمر فقط، يكون متروك للقادرين في توفير السلع وملئ الثلاجة بالمجمدات.
فكرة قديمة خطط لها "خالد" منذ عامين حينما كان يحلم بأن يساهم في عمل خيري يمكن من خلاله حل أزمة الجوع في المناطق الشعبية، وبالفعل كان له ما أراد وتجمع هو ورفاقه تحت مظلة جروب يدعي "رسايل الخير" حيث كان الهدف منه في بداية الأمر مساعدة الفقراء وتوفير النفقات اللازمة لستر هؤلاء دون أن يلجأوا لمد اليد: "جيبنا تلاجة، وحطينا فيها لحمة، ووفرنا النواشف، زيت ورز ومكرونة وجبنه وبيض ولانشون، ولما الحاجات دي بتخلص، أهل الخير بيجيبوا غيرها علطول، والموضوع بدأ من 10 أيام لكن عامل ضجة كبيرة وناس، كتير عايزة تعمل نفس الفكرة بتاعتنا".
ويمسك بطرف الحديث إبراهيم يوسف مسعود، صاحب مجموعة توزيع أثاث مكتبي، ويقول أن هدف الجروب منذ البداية هو مساعدة غير القادرين، والذهاب إليهم في بيوتهم، من أجل رسم الضحكة علي شفاه هؤلاء: "كنا بنجهز عرايس علي حسابنا، نودي لناس معينة أكل، لكن لما قاعدة الجروب زادت حبينا نعمل حاجه مختلفة وجديدة وتساعدنا في تحقيق هدفنا بشكل سريع".
من هنا بدأت فكرة ثلاجة الخير، بعدما أحس هؤلاء الشباب أنه لابد لهم من الوصول لأكبر عدد ممكن من غير القادرين، ولن يكون ذلك ممكنا بغير الإعلان عن وجود سلع مخصصة لهؤلاء بالمجان: "صعب إننا كنا نوصل لكل الناس، علشان كده عملنا مبادرة تلاجة الخير، وكتبنا عليها أكل لغير القادرين بالمجان".
طريقة توزيع تلك الأغذية يكون من خلال التوجه إلي الثلاجة وأخذ ما يكفي منها دون المبالغة في الأخذ: "أي حد بيجي يقول أنا محتاج، بنديه شنطة سودة ونقوله خد اللي يكفيك، وبكده قدرنا نوصل لناس كتير، لأننا كنا بنروح لعدد معين من الناس، لكن دلوقتي العدد زاد"، ويتابع: "أهل الخير دايما ييجوا يكملوا التلاجة لما تخلص، بعد ما يعرفوا مننا إيه اللي ناقص ونفسنا نعمم التجربة في مصر كلها ومنسبش حد ينام جعان".
تعليقات الفيسبوك