الغاز وأسرار وحكايات عديدة يتعرض لها كل من يعملون في تلك المهنة التي تعد شاقة علي النفس البشرية لما فيها من غرائب عديدة، ليس فقط بسبب ما يراه "التربي" من عظام بشرية وبقايا جماجم، وإنما للقرب من عالم الأموات بكل ما فيه من خبايا.
خبايا الجثث
الجثث دائما لا يمكن لها أن تشكوا ما بها من ألم، فهي هياكل عظيمة بدون روح بشرية، فقط تدفن دون نقاش، دون حراك، تطيع "التربي" الذي يحركها كما يشاء وهو يقوم بعملية الدفن، تلك أمور تقليدية إعتادوا عليها من يعملون في المقابر.
أصوات غريبة داخل المقابر
حكايات غريبة وأصوات مريبة دائما ما كان بسمعها محمد يوسف، 36 سنة، تربي، من أحد مدن كفرالشيخ، حيث تلك المقابر القريبة من الكتلة السكنية.
قرب المقابر من البيوت في بعض المناطق يجعل منها ساحات للرعب، وذلك لطبيعة التربة الطينية التي تجعل من السهل أن تنمو الحشائش، مما يعيق الرؤية، الأمر الذي ينعكس علي عمل"يوسف" الذي يعتبر أن أعواد البوص تلك كانت تعد عائقا كبيرا أمامه حينما كان يحاول دفن جثامين جديدة، حيث كان يتعين عليه اقتلاعها من الجذور.
"ما حدث أصعب من رؤية الجثث المتحللة"
عمله الشاق الذي دائما ما كان يبدأ مع نبأ وفاة أحد الأهالي جعله يعتاد علي مشاهدة جثامين متحللة وهو في سبيلة لدفن جثامين أخري، ولكن ذات ليلة ظلماء حدث أمر غريب جعل الرجل يبتعد عن تلك المهنة التي لم يجد منها ما يسره.
"حد ضربني علي ايديا وانا في المدفن"
مع دقات الثانية عشر مساءا، كان "محمد" مع جثمان جديد تم إبلاغه به، حيث كان لازاما عليه أن يقوم بفتح مقبرة صدقة، بها العديد من الجثامين، وبالفعل دخل الرجل من أجل تجهيز مكان جديد للجثمان: "نازل بالكشاف عادي، علشان أخرج العضم واحطه في المعضمة، فتحت التربة المخصصة لدفن الرجالة وبدأت أشتغل، طبعا فضلت أكتر من نص ساعة علشان اشيل البوص، وكان معايا كفن قماش علشان أحط فيه العضم وأخرجه فوق علشان احطه في المعضمة علشان الشمس تشوفه، وفجأة لاقيت صرخة وحاجه مسكت ايدي بقوة، والكشاف اتحرق".
"فضلت ايدي زرقة أسبوع ومن بعدها قررت أسيل المهنة دي"
خارت قواه، فكيف له أن يقوي علي تحمل تلك الصدمة وهو في المساء دون ونيس معه، وعندما يحكي تلك القصة لا يصدقه الجميع معتبرين أن تلك الكلمات ما هي خرافات:"ايديا فضلت زرقه من المسكة أسبوع كامل، وبقيت اصحي مفزوع، لدرجه إن فيه ناس قالتلي انت معمول لك عمل حاول تفكه".
بعد تلك الواقعة قرر "محمد" ترك تلك المهنة التي اعتبرها شديدة الصعوبة والعمل في أحد المقاهي كي يتمكن من الإنفاق علي ذوية.
تعليقات الفيسبوك