محمد حمزة أحد سكان منطقة المعادي، قطع عهداً على نفسه خلال الموجة الثانية من فيروس كورونا، لخدمة جيرانه المصابين داخل العزل المنزلي، ومن الصباح الباكر تراه متجولا بدراجته النارية حاملا أسطوانات أكسجين ليوزعها على المرضى داخل العزل.
من 9 الصبح
يتطوع «محمد» لخدمة السكان بكل حماس وحيوية، وأيضاً خوفا من انتشار المرض داخل المنطقة، لذا فهو يخرج كل يوم من 9 صباحاً، ولا يعود إلى بعد منتصف الليل، فبعد أن ينتهي من توصيل أسطوانات الأكسجين التي يحملها، يعمل على ملء الأسطوانات الفارغة لدى المرضى، ومن ثم إعادتها لهم مرة أخرى، وهذه العملية يكررها كثيراً طوال اليوم: «خايف عليا وعلى بيتي عيالي وحمايتهم مش هتيجي غير بالوعي ولازم حد يتحرك ويتطوع وينزل يساعد المرضى وخصوصاً اللي سنهم كبير، وده اللي خلاني أخد القرار الجريء وأسيب بيتي وشغلي وأنزل أساعد».
ربنا يسلمها
اشترى «محمد» هذه الأسطوانات من نفقته الخاصة لتوزيعها على المرضى، وكما احترف تركيب كاميرات مراقبة كونه مهندس، احترف أيضا فك وتركيب أسطوانات الأكسجين بطريقة صحيحة حتى لا يضر المرضى: «كان تطوعه في الموجة الأولى محدود لكن المرة التانية خوفت أكتر لأن لاقيت حواليا ناس كتير فجأة بقيت تعبانة وبيبقى الأسرة كلها ومعزولين وكلهم في البيوت، فقولت هنزل وأشارك وأساعد وربنا يكرمنا ويعدينا منها على خير المرة التانية كمان».
ولا يغيب عن بال «محمد»، اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة للحفاظ على سلامته وسلامة أسرته ومن يتعامل معه، من خلال تعقييم نفسه جيداً قبل وبعد التعامل مع المرضى المعزولين، وبالطبع يحرص على ارتداء الكمامة الطبية: «زي ما سلمها قبل كده هيسلمها التانية المهم محدش يخاف ولا يتعامل مع مريض كورونا على أنه شُبهة».
تعليقات الفيسبوك