طفل يصاب بمرض نفسي بعد طلاق والديه
يجلس وحيدًا شاردًا يتحدث في عالم افتراضي خصصه لنفسه، يتكلم فيه مع من يحبه أو من يفتقده، خاصة مع والده الذي لم يره طوال حياته، فهو دائم السؤال عنه، هكذا هي حالة الطفل «أحمد الشيشتاوي»، 12 عامًا، بعد إصابته بسمات توحد نتيجة عدم رؤية والده في حياته، فهو دائمًا يرى الآباء وهم محتضنين أبناءهم.
القصة بدأت منذ 12 عامًا، عندما انفصلت السيدة «ياسمين باهي»، 40 سنة، وزوجها بسبب مشاكل شخصية، إذ كانت حياتها تسير بشكل روتيني مثل أي سيدة مطلقة، إلى أن نما طفل ووصل عمره إلى 4 أعوام، وذهب إلى الحضانة ليشاهد زملاءه رفقة آبائهم، ليعود ويبدأ سؤال والدته عن آباه، وتحكي «ياسمين» إنها في البداية تجاهلت السؤال ولكن عندما تكرر أخبرته بطلاقهما، بعد ولادته بـ 5 أشهر فقط، مضيفة: «نفسية ابني بدأت تتعب لأنه بيشوف زمايله مع أهاليهم، وهو طفل متحملش عدم وجود أبوه، ومع سوء حالته جالي سرطان وفضلت أتعالج 6 سنين وخفيت، والحياة كانت صعبة جدًا عليا».
بعد طلاقهما اضطرت «ياسمين»، التي تقطن في مدينة حلوان، إلى الخروج للعمل لتلبي مصاريف ابنه وتعلمه، وفكرت في أن تجعله رأس مالها الذي سيحميها ويحتويها عند تخرجه من الدراسة، ولكن حالة الطفل كل يوم أسوأ من قبله.
«أبوه كان اسمه محمد السيد الشيشتاوي وعنده دلوقتي 40 سنة، وكان مهندس بترول، وآخر معلوماتي عنه أنه سافر الإمارات واتجوز واحدة أجنبية، وكل همي دلوقتي إني ألاقيه ويشوف ابنه، لأن ابنه بيقعد يكلمه وهو مش موجود»، بحسب «ياسمين»، فمنذ 3 أشهر بدأت حالة الطفل تتدهور، إلى أن أصبح مريضا نفسيا يذهب إلى الأطباء الذين، اعتقدوا إصابة «أحمد» بالتوحد، مؤكدين أن الحل هو رؤية والده.
طوال الفترة الماضية تغيرت تصرفات الطفل تمامًا فأصبح يهوى الجلوس وحيدًا، وتروي والدته أنها تراه كثيرًا يتحدث مع أشخاص ليسوا موجودين، مضيفة أنها عندما سألته أجابها بأنه يحدث له تهيؤات: «قعدت من شغلي جنب ابني لأنه بقى مريض نفسي، نفسي ألحقه قبل الموضوع معاه ما يتطور، وحتى مصاريف علاجه مش قادرة عليها، ابني بيروح مني».
تعليقات الفيسبوك