كنس البيوت واستخدام البخور يوم الجمعة .. عادات أم سنن؟.. أزهري يجيب
أدى المصلون صلاة الجمعة بالمساجد، التي تعد فرضا على الرجل المسلم، وكفارة ما بين الجمعتين، إذ يسعى المسلمون جميعا في هذا اليوم إلى نيل رضاء الله سبحانه عز وجل، والفوز بغفران الذنوب، وكثرة الدعاء لفك الكرب.
وتشهد البيوت في يوم الجمعة، كثير من العادات المتشابهة، من بينها فتح الشبابيك، وإغلاق باب الحمام، وتبخير البيوت، وعدم الكنس وقت الصلاة: بدعوى أنها سنن أو أشياء كان الصحابة يفعلونها، وهو ما يرد عليه ويوضحه الشيخ الأزهري أحمد مدكور.
يقول «مدكور» لـ«الوطن»، إنه لم يرد نصا صريحا في الدين أو الشرع عن تلك العادات، وإنما هي عادات وأقاويل تداولها الناس منذ قديم الزمن وتربوا عليها.
والأصل في الدين يوم الجمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خمس من الفطرة: الاستحداد، والختان، وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر»، وأمر النبي أيضا بالسواك والتطيب في يوم الجمعة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا».
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن أمر بفتح الشبابيك، وإنما هي عادة تربت عليها أمهاتنا، قالت فاطمة : مَرَّ بِي رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وأنا مُضطَجِعَةٌ مُتَصَبِّحَةٌ، فَحَرَّكَنِي بِرِجلِهِ، ثمَّ قال: «يا بُنَيَّةُ، قُومِي اشهَدي رِزقَ رَبِّكِ، ولا تَكونِي من الغَافِلِينَ، فإنَّ اللهَ يَقسِمُ أرزاقَ النَّاسِ ما بَينَ طُلوعِ الفَجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ».
البخور الأصل فيه التطيب والرائحة الطيبة، لكن استخدامه يوم الجمعة تحديدا لجلب الرزق أو لإبعاد الشياطين، فهذا ليس له أصل في الدين وهو فقط يطيب المكان.
نهى النبي صلى الله عليه وسلم، عن تناول الرجل للثوم والبصل قبل الصلاة، ولم يحرمه، لأن له رائحة سيئة وغير مستحبة، فخاف أن تؤذي الناس، فالثوم والبصل مكروهين وليسوا محرمين.
والإسلام يحافظ على سلوكيات المسلم قبل المسلم نفسه، ووقت الجمعة له آداب يجب المحافظة عليها، بداية من الاغتسال والطيب والسعي إلى المسجد وسماع الخطبة كاملة، وفقا لـ«مدكور».
ولم يحرم الله أي طعام أو شراب وقت الجمعة أو يوم الجمعة، وإنما حرم البيع والشراء وقت الصلاة فقط، فقال سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ»، ويضيف مدكور: يجب على المصلي الذهاب الكمامة والمصلية حفاظا على نفسه وعلى الآخرين.
يوضح «مدكور»، أن الخطبة جزء من صلاة الجمعة وشرط لصحتها، وهي فرض على المسلم، وتسقط عن النساء فقط، فهي سنة بالنسبة لهن في المنازل، ومستحب سماعها، أما للرجال فرض بحكم الدين والشرع.
والرجل إذا نام متعمدا ففاتته صلاة الجمعة عن قصد، فهو آثم، أما إذا كان لديه ظرف أو عذر، فيصليها ظهرا.
تعليقات الفيسبوك