بأنامل صغيرة لا تمتلك سوى بحيز بسيط من "الاسكتش"، وعقل يكبر سنه وأفكار تتجاوز مرحلته العمرية، يجلس أنس أحمد النمس، الذى لم يتجاوز عمره الـ7 أعوام على المنضدة "طربيزة" ممسكاً قلم رصاص وفى مخيلته شخصية شغلته أو بطل مسلسل كارتون استهواه، ينوى رسمه بحركات مدروسة تنم عن موهبة فنان مبدع ينتظره مستقبل مشرق، تنظر إليه والدته بشغف مبدية إعجابها باندماجه مع اللوحة وحركات يده الصغيرة المتمكنة مما تفعل بينما يوثق والده تلك اللحظات بمقاطع فيديو، يرى الطفل فرحة والديه فيخرج أفضل ما عنده.
والدة أنس إكتشفت موهبته وقامت بتدريبه
إكتشفت نورا صابر، والدة الطفل أنس، موهبته وهو في الرابعة من عمره عندما لاحظته يرسم بدلاً من الكتابة حينما كان يتعلم الإمساك بالقلم، فشجعته على ذلك وعملت على تنمية موهبته فتقول "كنت بفرجه على فيديوهات رسم، وجبت له ألوان وصور عشان يرسم زيها"، حتى رأته يوما تلو الأخر يتحسن ويخرج أفضل ما عنده "كان بيجود في رسوماته مع الوقت وتظهر ملامحها، وكان بيرسم أي حاجة تلفت نظره أو بيحبها"، كما أنها تعلمت منه الكثير وعاد بها إلى حنين الماضي حيث كان تهوى الرسم لكنها لم تجد من ينمى تلك الموهبة لديها، "كنت بعرف أرسم لكن للأسف محدش ركز معاي وعلمني".
ومع ظهور أولى لوحات "أنس" للنور تولى والده تدريبه على الرسم بطريقة احترافية إلى جانب حرصه على استذكار دروسه لاسيما بعدما التحق بالمدرسة، فعندما تختمر لديه فكرة لرسم شخصية ما يتدرب عليها مرارا وتكرار حتى يصل إلى دقة عالية ومطابقة ما يريد رسمه "مش بنصور الفيديو غير بعد ما يكون اتدرب مرة واتنين عشان ما يمسحش كتير"، ثم يقوم والده بمونتاج الفيديو ليصل إلى ثواني معدودة تلخص العمل منذ بداته حتى نهايته، "الرسمة ممكن تاخد معاه ساعة أو نص حسب تفاصيلها.. مش أكتر من كده".
أنس يحرص على رسم الشخصيات المصرية الملهمة وإعلاء القيم
يحرص أنس من خلال رسوماته على تمجيد الشخصيات المهمة والملهمة في حياة المصريين لا سيما في المناسبات مثل الإحتفال بأعياد ميلادهم أو ذكرى الميلاد والوفاة لمن رحلوا، فقد رسم بورتريه للرئيس السيسي، وكانت أخر رسوماته لوحة للعالم الجليل مصطفى محمود، فضلا عن لوحات أخرى ترمز للقيم والفضائل مثل لوحة الحب والسلام، التي يظهر فيها احترام الأخر وتقديم العون له، وفقد كرمته مدرسته وإقليم شرق الدلتا الثقافي وقصر ثقافة دمياط ومنحته لقب أصغر فنان تشكيلي.
يقضى أنس، الطالب بالصف الثاني الابتدائى يومه بشكل عادى ما بين الترفيه والمذاكرة وممارسته هوايته فيذهب إلى مدرسته ثم يعود لاستذكار دروسه مع والداته التي تحرص على تعليمه بنفسها دون اللجوء إلى الدروس الخصوصية وما شابه قائلة "هو متفوق في دراسته وملتزم مش بيلغبني معاه"، موضحة أن تخصص ساعات من اليوم للتدريب على الرسم لإيمانه بأن التدريب بداية الاحتراف وأن فالموهبة وحدها لا تكفى "كل حاجة ليها وقت.. لازم يلعب ويتفسح ويذاكر ويمارس هوايته".
تعليقات الفيسبوك