كان لديه حلم ظل يراوده كثيراً، وقت ما التحق بمعهد الخدمة الاجتماعية في جامعة دمنهور، لم يذهب الحلم عنه لحظة، حتى ولو وقفت الظروف عائقاً أمامه، اجتهد طوال سنوات الدراسة، وظل حلمه في مخيلته إلى أن تخرج مع ظهور جائحة فيروس كورونا، اصطدم بالظروف لكنه ظل مصابراً، إلى أن أصبح سائقاً على عربة أجرة خلال ساعات الليل، وباحث ماجستير خلال النهار.
هادي بدر، باحث ماجيستير بمعهد الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان وسائق أجرة، تخرج بترتيب عام جيد جداً، ونال المركز التاسع على دفعته، وعند تخرجه اصطدم بجائحة كورونا، خلال الشهور الأولى من السنة الماضية، يحكي «هادي»: «لما تخرجت وخلصت جيش كنا وقتها في جائحة كورونا الأولى، أغلبنا كان قاعد في البيت، كنت وقتها حلمي لسه في بالي ومنسيتهوش، إني أبقى أستاذ جامعة، كنت بشتغل في البلد حاجات بسيطة بخلصها وباخد عليها أجر، زي إني اشتغلت في استديو، كنت بعدل صور».
«هادي» سائق تاكسي
اقترح الأهل على «هادي» مشاركة أحد أفراد العائلة في سيارة أجرة يعملون عليها، فوافق، ودخل شريك مع خاله، وعندما استقرت حياته، بدأ في التخطيط لتحقيق حلمه: «قدمت في معهد الخدمة جامعة حلوان واتقبلت، وبدرس حاليا المستوى الأولى ماجستير دفعة 2020».
بين الماجستير والتاكسي
ينقسم يوم «هادي» بين العمل ليلاً على السيارة كسائق، وفي النهار يذاكر دروسه ويقوم بأبحاثه ويحضر محاضراته في المعهد: «ببدأ شغل الساعة 5 أو 6 بالليل، بخلص الساعة 12 أو 1 أياً كان على حسب الشغل، لما برجع بنام وبصحى أبدأ أشوف عندي مذاكرة إيه أو أبحاث أخلصها، ولو في حضور في المعهد بحضر».
تشجيع الأسرة له
يتلقى تشجيع كبير من عائلته وزوجته لاستكمال ما يريد تحقيقه، مؤكداً أن الأستاذ الجامعي، هو حلم له ولأسرته وزوجته: «السبب اللي خلاني أعمل ماجستير هو إنه حلم شخص ليا نفسي أكون أستاذ جامعة، وحلم لأهلي ولزوجتي، كلهم بيساعدوني بكل الطرق نفسياً ومعنوياً عشان أسعى وأحقق حلمهم وحلمي».
تعليقات الفيسبوك