«يان غانت يوتان».. بحسب ما هو شائع في أوروبا فهو اسم شيطان عُرف أكثر في فرنسا، كانت اللعنة والشر والدمار تحل بكل من ذكر اسمه أو شيئًا عنه.. يتجول الشيطان في أرجاء المكان المذكور فيه بعد منتصف الليل، قيل إن لديه 5 شموع في يده اليمنى بدلًا من أصابعه تدور كالعجلة المشتعلة.
وكان من أشهر قبائل الشياطين على الإطلاق وأكثرها إيذاء «هفاف» وهو أحد أبناء الشيطان، فهم عشيرة يختص أبناؤها بتخويف البشر ويظهرون لهم على هيئة حيوانات منها «الماعز، والقطط».
مقدمة كان لا بد منها لأنها متعلقة بالأحداث اللي جاية، أنا رامي، 24 عاما، طالب في كلية الطب جامعة القاهرة، وقاعد مع والدتي «منة» في شقة بالهرم، أما والدي «رؤوف» فتعرض لحادث حتى الآن محدش يعرف ملابساته، حصل إزاي وأمتى وفين، دي حاجة في علم الغيب، كل اللي حصل إن والدي كان في فرنسا بيجمع الحاجة اللي فضلت من ريحة جدي المرحوم الدكتور صلاح، وكانت عبارة عن شوية كتب قديمة، كان منها كتاب غريب جدا، أكاد أجزم إن اللي حصل بسبب الكتاب ده.
بدأت المتاعب تظهر من أول ما ركب الطيارة ووصلت لأن محركاتها عطلت فجأة من غير أي إنذار، مع إنها كانت أحدث طيارة لنقل الركاب في العالم، أهو اللي حصل وربنا ستر والطيار هبطت، كان فيه إصابات بسيطة بس ربنا سترها، ومن يوم ما الكتاب شرفنا في البيت وكل حاجة بقت غريبة، أصوات ناس بتنده علينا، صوت حنفية بتتفح شوية وتتقفل، السيفون يتشد لوحده، إزاز بيتكسر، الغريب إنك تحس إن فيه حد بيراقبك بس أنت مش شايفة.
كل اللي فات ده يهون لكن المشكلة كانت في اللي جاي، افتكرنا إن كل اللي بيحصل ده مجرد تهيؤات وبتحصل عادي جدا، لحد ما في يوم والدي خد الكتاب معاه في العربية عشان يعرف إيه ده.. وهنا كانت المفاجأة لما فتحه قبل ما يتحرك وعرف إنه كتاب عن السحر الأسود، وكان مليان طلاسم وأرقام وحروف ملهاش علاقة ببعض.
والدي افتكر إن الكتاب ده كان هدية من صديق جدي أنور، فقرر إنه يروح ويعرف منه إيه حكاية الكتاب دي، بالفعل راح والدي وعرف الحكاية كلها اللي بتتلخص في إن الكتاب ده «ملعون»، أيوه ملعون وطلب منه إنه ميستخفش بيه، وكانت المقابلة كلها ارتباك وحوادث بسيطة لحد ما والدي فتحه وحاول يعرف إيه اللي فيه، 3 ساعات عند أنور كانت كفيلة إنها تقلب حياتنا كلنا.
- ألو.. مساء الخير.
= مساء النور.
- ده منزل المهندس رؤوف صلاح؟
= أيوه.. خير.
- إحنا مستشفى السلام.. الباشمهندس أتعرض لحادثة كبيرة وحاليا في العناية المركزة.
سمعت الكلمتين دول رميت سماعة التليفون بسرعة وجريت ع المستشفى، دخلتله يدوب فتح عنيه شوية ومسك ع إيدي جامد وكان كل اللي طالع عليه وقتها: «الكتاب.. اللعنة.. هو جاي عشان ينتقم، أنا شوفته»، لحد ما دخل في غيبوبة، وكل الدكاترة مش عارفين سببها إيه، خصوصا إنه مصاب بكدمات بسيطة، ومفيش ما يستدعي أي طوارئ، الغريب في الموضوع إن العربية بعد ما والدي خرج منها اتحرقت باللي فيها وأقصد بالكتاب.
رجعت البيت مش عارف أقول إيه لوالدتي، لأن مفيش تفسير واضح قعدت مع نفسي لحد ما لقيت التليفون بيرن:
- ألو.. رامي؟!
= أيوه مين معايا.
- أنا جدك أنور.. ركز معايا عشان مفيش وقت.
= خير يا جدو!!
- الكتاب... هو اللي عمل كده.
= كتاب إيه؟! وإيه اللي عمله؟!!ألو.. ألو.. يا جدو روحت فين؟!
الخط قطع مرة واحدة.. ومكنتش مستوعب أي حاجة، ودماغي ابتدت تطلع مليون سبب وتفسير وقعدت أربط أمور كنت مستغرب إنها بتحصل في البيت، زي أصوات ناس بتصرخ وأطفال بتستغيث، وكل ده كان بعد ما والدي رجع من فرنسا.
قررت أزور جدو أنور في البيت، وبالفعل كانت دقايق وكنت عنده، استقبلني ع الباب بدهشة وطلب مني أدخل بسرعة، وقعدنا في المكتب وبدأ يحكيلي اللي حصل بالتفصيل من أول م الكتاب كان معاه لحد ما وصل لجدي صلاح في فرنسا، والغريب في الموضوع إني بمجرد دخولي البيت حسيت بشيء غريب، جسمي كله قشعر وكان جوايا شعور إن فيه حد بيراقبنا وبدأ إحساسي يزيد كل ما يحكي تفاصيل أكثر، حتى هو شخصيا ماكنش على طبيعته في اليوم ده، كان بيتلفت كتير حواليه ومشتت كأنه خايف من حاجة هتحصله.
قعدنا حوالي 3 ساعات قال فيها تفاصيل كتير لدرجة إنه اندمج ونسي يعزم عليا بأي شيء، وصلنا ليوم الحادثة ولقيته قرب مني وقالي بصوت واطي جدا «الكتاب.. هو اللي عمل كده» بعدها النور قطع وحسيت ببرد غير طبيعي، وهوا جامد لدرجة إن إزاز شباك المكتب اتفتح بقوة خلت الإزاز يتكسر ثواني وكان النور رجع وكانت الصدمة اللي خلتني أقعد 5 دقايق على ما استوعب اللي حصل.
الشباك مقفول والإزاز سليم ومفيش رايش إزاز على الأرض، والأغرب إن جدو أنور مش موجود، وفجأة سمعت صوت حد بيقرب من المكتب والباب بيتفتح ولقيت بنت عشرينية تقريبا داخلة وبتقولي:
- أنت مين وإيه اللي جابك هنا.. ودخلت ازاي؟!
= أنتِ اللي مين؟!
- أنا يارا فؤاد أنور.. وابقى حفيدة صاحب البيت ده
= أنا رامي رؤوف صلاح.. وجدو أنور اللي طلب مني آجي.
- جدو مين؟!
فجأة ملامح وشها اتغيرت تماما وعين وسعت عن الأول بتسألني جدو مين طلب منك تيجي، وأنا بكل تلقائية بقولها جدو أنور.. أنا حفيد الدكتور صلاح، لقيتها شدتني من أيدي بسرعة وخرجتني من المكتب وطلعنا من الفيلا، ولقيتها بتقولي اصحى جدو أنور مات من 5 سنين بعد موت جدك صلاح بيومين.. مستحملش يفارقه.
وقفت كأني تمثال شمع موجود في المكان.. وبعدها لقيتها بتقولي:
- روحت فين؟
= هاه.. أنا.. أمال مين اللي كلمني؟! ومين اللي كان قاعد معايا؟!!
- ده اللي كان سبب موت جدك وجدي وسبب كل شيء وحش بيحصلنا من ساعة م الكتاب ده ظهر في حياتنا.
سمعت الكلمتين دول ووقعت من طولي في جنينة الفيلا.
يتبع...
تعليقات الفيسبوك