رغب سامح فاضل أن يخرج بالفن من الأماكن المغلقة مثل المعارض وما شابهها، ليرتبط بالناس ويلون حياتهم، فاختار أن يتحول إلى فنان تشكيلى ولكن للمنازل يرسم حوائط الغرف المنزلية، الأثاث وحتى المطابخ والحمامات.
غاوي فن
«أنا بحب الفن، غاوى فن، بنام وبصحى مش بحلم فى حياتى غير بالفن، درست شوية فى فنون جميلة دراسات حرة، ودرست خطوط عربية، وبهوى التصوير، لكن برجع لعشقى الأول وهو الرسم بألوان الزيت، وكانت الفكرة المجنونة اللى جاتنى أنى لازم أخلى الفن ده موجود بره الأماكن المقفولة علشان الناس تشوفه وتستمع بيه، وأولها أنه يكون موجود فى بيوتهم»، كلمات سامح، 40 عاما، يعيش فى الإسكندرية.
بدأ سامح مهنته منذ أكثر من 20 عاما، عندما وجد فى نفسه موهبة الرسم تزيد يوما بعد يوم، ويرسم ويلون أى شيء يأتى فى طريقه بزخارف ومنمنات صغيرة بالغة الدقة: «بدأت أتواصل مع الشركات والوكالات التى تتولى تصميم وتنظيم ديكورات المنازل وأحيانا تصميم الأثاث المنزلى، وأعرض خدماتى، وبالفعل صارت موهبة يطلبنى الناس بالاسم».
الدقة أساس النجاح
يصف «سامح» مهنته بأنها شعور قبل أى شيء آخر، يجلس أمام القطعة التى يرغب المطلوب تزيينها بالرسومات، صامتا بضع دقائق، ثم ينطلق فى العمل بلا توقف حتى ينهى ما يقدمه: «فى ناس فاكرة أن الشغل ده بسيط، بس الحقيقة أنه صعب جدا، لأن الرسم مثلا على الأنتريهات مش أى حد يعمله، الغلطة مالهاش تصليح ولو نقطة وقعت عليه خلاص انتهى أمره، علشان كده الرسم وتزيين الأثاث والحوائط محتاج دقة أعلى من الماكينات كمان».
يبتسم "سامح" عندما يذكر أمامه قصة تزيين جدران حمامات بزخارف، فهو يدرك أنه أمر غير معتاد، بل وغريب بعض الشيء: "الموضوع بيتطلب منى عالطول، لكن أكتر مرة كانت مختلفة، وعملته بفن، كانت من خلال سيدة متجوزة شخص سعودى، وحبت أن حوائط الحمام بتاعها تكون متزينة برسومات وزخارف تحسسها بالجمال، ومتكونش مجرد مكان صامت مفيش أى أحساس، والحقيقة أنا قدرتها وفعلا حاولت أبدع على قد ما أقدر".
الفن يجرى فى دماء المصريين
يعتبر "سامح" أن الفن يجرى فى دماء المصريين، ولكن ما يحكمهم هو الإمكانيات: "الناس اللى سافرت بره مصر بمجرد ما بترجع، بتكون عايزة تدى لمسة جمال للحاجات اللى حواليها، وبيكون الفن والرسم هو وسيلتهم لتحقيق ده، وده لاحظته فى أكتر من زبون بيكونوا راجعين من فرنسا، أو أى دولة أوروبية، لكن لو مصر للأسف بتحكمهم الأمكانيات المادية، والحفاظ على الدخل فى المقام الأول".
سعيد من كانت هوايته رزقه
الزخرفة والتلوين للأثاث المنزلى وجدران المنازل والحمامات والمطابخ، هى مصدر رزق "سامح" الذى يعتبره مناسب له ولأسرته الصغيرة: "سعيد من كانت هوايته رزقه، وأنا هوايتى رزقى، ومبسوط بده، وفى يوم من الأيام هحولها لمعرض، بس يكون عندى وقت".
تعليقات الفيسبوك