كشفت جائحة كورونا عن التجسيد الحقيقي لمعنى كلمة الإنسانية، فالتكاتف وحده كان هو السبيل لمواجهة هذا الوباء القاتل، وإعلاء مصلحة المجتمع على مصلحة الفرد.
ولكن على ما يبدوا أن البعض خلى من قلبه أى معنى للإنسانية أو الرحمة، وسعى إلى استغلال الأزمة بكل شكل ممكن، للتربح منها، حتى لو كان على حساب أرواح تصارع من أجل البقاء.
وتمثل ذلك بشكل قوى فى الارتفاع الضخم لأسعار أنابيب الأكسجين، سواء شراء أو تأجير دون وجود أي مبرر لذلك.
استغلال الأزمة
وأصبحت أسعار الأنابيب التى كانت تتراوح ما بين 1800 إلى 2000 جنيه، صارت تصل إلى 3000 و4000 جنيه، وهو ما أكده شعبان الرماح والذي يعمل فى مهنة تأجير وتعبئة أسطوانات الأكسجين منذ 14 عاما: "الحقيقة مفيش أى تفكير فى ظروف الناس اللى بتبقى عايزة أنابيب أكسجين، أن فى حد في عيلتها بيكون بيموت والأنبوبة دى هتساعد أنه يقدر يواصل الحياة، ويهزم الفيروس، لأ كل اللى بيفكروه فيه المكسب والسلام، وللأسف ده حصل فى الموجة الأولى لكن بصراحة مكنش بالبشاعة ولا الدبح اللى بيحصل دلوقتى".
سعر أسطوانة الأكسجين زاد الضعف
ويقدم "شعبان" من الخانكة، الأسطوانات مجانا للناس، فقط يكتفى بثمن عبوة الأكسجين الذى لا يزيد سعرها عن 90 جنيه: "للأسف أنا متابع الأزمة لأنى شغال فى المهنة دى بقالى أكتر من 14 سنة مع المستشفيات وغيرها، والأنبوبة فى العادى سعرها عمره ما يزيد عن 2000 جنيه، لكن فى الموجة الأولى وصلوا سعرها لـ3000 جنيه، وحاليا بقى 4000، والتاجر اللى عنده 5000 الآف أسطوانة، لو أجرها 10 أيام بالمبلغ ده، هيجيب تمنها وزيادة، وهو مش بيفكر للأسف فى أن أسر حالها المادى مش ولابد وهتكون محتاجة كل قرش علشان تصرف على تمن الأدوية والأشعة".
العمل الخيرى فى مأزق
فيما أشار محمود عبد البارى مسئول فى جمعية خيرية فى السويس، إلى معاناتهم فى توفير أنابيب الأكسجين فى مقر الجمعية للمحتاجين: "كنا متفقين أننا نشترى أسطوانة الأكسجين فى أواخر شهر نوفمبر، وبداية ديسمبر على أنها تكون بـ2000 جنيه، لكن فجأة الأسعار اختلفت فى الأسبوعين اللى فاتوا، ولاقينا سعر الأنبوبة بيوصل لـ3000 جنيه، وبدون منظم، وحاولنا نوصل لأصحاب المصانع بشكل ودى، واحد بس اللى وافق على أن سعر الأسطوانة يكون بـ2500، وده لما عرف أننا هنقدمها للناس مجانا، ومستمرين فى شراء منظمات لأجهزة الأكسجين اللى سعرها وصل حاليا لـ1000 جنيه، وربنا يهدى الناس، وتفكر فى اللى حواليها".
وأكدت أسماء سليم من المنصورة، أنها تعرضت لأزمة، بعد أن قررت أن تشترى أنبوبة أكسجين، وتجعلها فى خدمة مرضى المنطقة التى تقطن بها فى المنصورة، ولكنها فوجئت بارتفاع الأسعار: "جمعت الفلوس مع قرايبى على أساس أن الأنبوبة مش بتزيد عن 1500 أو 2000 جنيه، لكن فوجئت أن سعرها وصل إلى 2800 و3000 جنيه، ولما قولت للتجار أننا هنطلعها لله، قالوا وأحنا مالنا، ورفضوا أنهم ينزلوا السعر ولا جنيه واحد".
تعليقات الفيسبوك