مع اقتراب عام 1997 على الانتهاء توفيت جدة رضا محمد سلامة الشهير بـ«رضا عباس» فقرر أن يقيم لها عزاء على مدار يومين وكأنما أحس أنه سيلحق بها في اليوم التالي، تعلق قلبه بها كثيرا، ما جعله يقرر تكريمها عند موتها، نصب صوان العزاء، تجمع الأهل والأصدقاء، وعقب انتهاء الشيخ من قراءة القرآن، هم الجمع بالانصراف ليلحق بهم «رضا»، ويذهب مع زوجته وأبنائه الذين تجمعوا معه في سيارته الحديثة حينها وتحركوا إلى منزلهم دون رجعة، حيث ماتوا جميعا في حادثة شهيرة اهتزت لها منطقة الخليفة بأكملها.
بداية المأساة
تلك عبارات مختصرة ولكنها موجزة عما حدث لأسرة رضا عباس، كما رواها محمد محمد حسين، أحد جيران «رضا» والذي يواصل حديثه عن أسرة «رضا» الذين لاقوا مصرعهم جميعا في يوم واحد وانقطع نسل «رضا» ذلك الشاب الخلوق الذي أحبه الجميع حيث كان مثالا للتواضع والكرم.
صدمة هزت المنطقة
يقول «حسين» إن رضا كان رجل خير، وكان يمتلك مصنعا صغيرا للمفروشات بالشراكة مع إخوته، وعندما توفيت جدته قرر إقامة العزاء على يومين في منطقة الإباجية، وبعد انتهاء العزاء توجه «رضا» مع زوجته وأبنائه الثلاثة الصغار إلى منزلهم وفي أثناء المرور عند منطقة المقطم، صدمته سيارة نقل ثقيل وماتوا جميعا: «عربية نقل تقيل نازلة من على المزلقان اللي كان عند المقطم وفجأة الفرامل سابت، ومع سرعة اندفاع العربية من فوق المقطم السواق معرفش يسيطر عليها ولسوء حظ رضا كان معدي في الوقت ده، والعربية النقل شبكت في عربيته، وجرتها أكتر من 20 متر، خدتها قصداها و فضلت تجر فيه لحد رصيف المجزر الآلي، هرستها تحتها وكملت هي ودخلت المجزر».
حزن على الوجوه
علم الجيران بما حدث حينها توجهوا جميعا إلى موقع الحادث من بينهم «حسين» الذي يؤكد أن سيارة «رضا»، كانت قد تهشمت بشكل كامل ولم يتبقَ منها جزء سليم: «مكنش لها ملامح، الاكصدام كان مكسور نصين، والعربية كانت متنطورة ومتقطعة حتت على الطريق».
سرادق عزاء للجدة والحفيد
سرداق العزاء الذي نصبه «رضا» لجدته أصبح له، عم الحزن أرجاء المنطقة بأكملها لا أحد يدرك كيف له أن يخفي حزنه، مات ذلك الرجل الكريم الذي كان يشارك في عمل الخيرات ويهتم بشؤون الفقراء، مات من كان لهم نصيرا: «كان خير جدا، كان فيه مسجد جوه الإباجية اشترك في إعادة بنائه، وكان في السنة اللي مات فيها حاجز 3 عجول علشان العيد، زي ما كان بيعمل كل سنة».
أسرة اختفى ذكرها
بحزن شديد يحكي «حسين» مأساة تلك الأسرة التي اختفى ذكرها في يوم واحد ولم يتبقَ منها شخص واحد: «المواقف اللي جمعت بيني وبينه كتيرة ولحد النهارده فاكرها كلها، كان طيب وبيحب كل الناس، كان دايما يعمل مائدة رحمن، وكان بيحب الخير وكل الناس لحد النهارده فكرته ومحدش مصدق إنه مات هو وعياله ومراته واللي كان في بطنها كمان».
وفاء وذكرى
ما زال سكان المنطقة حتى الآن يتذكرون «رضا» ويحيون ذكراه سنويا.
تعليقات الفيسبوك