الإبداع لا يقف عند سن معين، ولا يمكن أن يرتبط بأحد دون غيره، فهو غريزة تولد مع الإنسان وتتطور حتى تصل إلى مرحلة النضج، جميعها أمور تجعل من الفرد مبدعا يتجسد في صورة إنسان، كلما رأي شئ جميلا حاول تجسيده، تلك كلمات موجزة عن موهبة أحمد محروس، ذلك الشاب الذي يبدع في تشكيل كتل الفوم وتحويلها إلي مجسمات طبق الأصل، ولأنه نشأ في محافظة الفيوم حيث الجمال الطبيعي، فأصبحت عيناه تعشق الجمال وتحاول تجسيمه.
شاركت في معرض بـ«كوتشي» 2 متر
بداية هوايته كانت قبل عدة سنوات مضت، حينما كان صغيرا ويهوي الرسم وصناعة الأشكال التي يراها، إلى أن تطور الأمر وتواصلت معه أحد الشركات الكبيرة التي تعمل في مجال الأحذية وطلبوا منه صناعة مجسم «كوتشي» بعدما رأوا بعض الأعمال الفنية التي قام بها من قبل حينما أبدع سمكة من الفوم طبق الأصل، وحينها تواصل مسئول من تلك الشركة وطلب منه نحت «كوتشي» يحمل اسم الشركة للمشاركة به في أحد المعارض: «الشركة دي كانت عايزة تعمل كوتشي دعايا لهم، وفعلا عملته طوله 2 متر، وخلصته بالكامل في 48 ساعة وشاركت بيه في معرض.
دقة التصميم جعلت العديد من المواطنين يتواصلوا معه من أجل شراء هذا الكوتشي ظنا منهم أنهم حقيقي: «ناس كتير بتكلمني علشان تشتري الكوتشي، هما فاهمين إنه حقيقي، لأنه فعلا طبق الأصل، وطوله مش واضح في الصور، لأنه بيبان إن حجمه صغير».
كيفية تنفيذ النموذج
يبدأ «محروس» برسم الشكل المراد نحته أولا بحسب المقاس الذي يحدده منذ بداية التصميم: «برسم الأول علي الورق وبعدين أنحت علي الفوم، بالقطر الكهربائي، وده زي محول بيخفف الكهرباء علشان أقدر أنحت كتل الفوم الكبيرة، وبشتغل بسلك 12 فولت، وبجيب سلك نيك كروم، بعد ما أكون عملت قفله في الكهرباء، علشان أقدر أوصل بالنحت للشكل الحقيقي».
بعد أن يحصل «محروس» على كتل صغيرة من الفوم يبدأ في تشكيل الكوتشي من خلال النحت التقليدي الذي يقوم به من أجل تفريغ ما بداخل الكوتشي: «بستعمل مكواة لحام علشان أعمل فتحات للكوتشي، بعد كده بدخل في مرحلة الصنفرة، بعد كده بحط معجون حائط، طبقة معجون وطبقة صنفرة، وابطن الكوتشي بلاستيك علشان يظهر لونه، وبعد كده بعمله بدوكو، لأنه بيدي رونق عالي جدا».
تعليقات الفيسبوك