قبل 50 عاما من الآن بدأ الفتى الطائر مسيرته الأدبية بمجموعة قصصية نشرت بالهيئة العامة للكتاب، دون دراية أن صدفة تقوده لأن يصبح من أهم الكتاب بالوطن العربي وسيحزن على رحيله الملايين؛ إنه الكاتب الكبير وحيد حامد، الراحل عن عالمنا صباح اليوم، داخل مستشفى الصفا بالمهندسين بعمر يناهز 77 عاما بعد صراع مع المرض.
بداية «حامد» الأدبية سبق وتحدث عنها خلال حوار نادر له في برنامج «دردشة»، مع الإعلامية سهير شلبي، إذ قال إنه خريجة كلية الآداب قسم الفلسفة والأمر بدأ معه عندما كان طالبا، وبعد ذلك شارك بنشر مجموعة قصصية بالهيئة العامة للكتاب فضلا عن محاولاته في البرامج الأذاعية وبعدها مشاركته بمسلسلات الإذاعة؛ لينتقل إلى عالم السينما والتلفزيون بعدما نجح عمله الإذاعي «طائر الليل الحزين».
نجاح «طائر الليل الحزين» إذاعيا، ساهم في ظهوره على شاشة السينما بمشاركة أول سيناريو وحوار لـ«حامد»، الذي ملأ شاشات السينما بعد ذلك بباقة متنوعة من أيقونات السينما المصرية.
طقوس وحيد حامد في الكتابة
أما عن طقوس الكتابة بالنسبة للراحل وحيد حامد، فعادة ما ارتبطت بالأماكن المفتوحة حسبما تحدث أكثر من مرة عنها من بينهم حواره مع «الوطن» في عام 2017، موضحا أنه لم يعتد الكتابة في المنزل رغم امتلاكه غرفة منفردة له، معللا عشقه للهواء الطلق بسبب نشأته الريفية المرتبطة بالجلوس في الحقول؛ قائلا: «أحب رؤية السماء وأفقا مفتوح».
وعن الأماكن التي ارتبط «حامد» بالكتابة بها؛ منطقة وسط البلد حيث كازينو «إكسليسيور» بجوار سينما ميامي، بجانب كافيتريا «حورس» في شارع 26 يوليو، وبعدها انتقل إلى فندق سميراميس القديم الذي تم هدمه، ثم النيل هيلتون.
وعند السفر خارج القاهرة، اختار وحيد حامد المقاهي بالأماكن المفتوحة، تحقيقا لرغبته بالمكان ذات الأفق المتسع، خاصة وأنه اعتاد على الكتابة بالنهار فقط.
وعرف عن «حامد» أنه ارتبط بمكان بأحد فنادق القاهرة منذ عام 1974، حين افتتحه عبدالعزيز حجازي، رئيس الوزراء الأسبق، والمسمى بـ«الميريديان» وقتها، وعليه ارتبط به بسبب المنظر الساحر للنيل.
وظل الكاتب الراحل مواظبا على الحضور بشكل يومي من العاشرة صباحا وحتى الساعة الثالثة تقريبا؛ لتحدث ألفة بينه وبين المكان ومن يعملون هناك؛ حتى أن أغلب أعماله والسيناريوهات الخاصة به كُتبت في هذا المكان.
وغيب الموت السيناريست الكبير وحيد حامد، صباح اليوم، داخل مستشفى الصفا بالمهندسين عن عمر يناهز 77 عاما بعد صراع مع المرض.
وتعرض حامد لوعكة صحية دخل على إثرها المستشفى، بشأن إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، فيما تكتمت الأسرة على أنباء الأزمة، التي تعرض لها الكاتب الكبير، حفاظًا على حالته النفسية.
الأيام الأخيرة
ونُقل حامد إلى المستشفى قبل 10 أيام في حالة صحية صعبة، إذ أصيب بخلل في وظائف الكبد تسببت في ارتفاع نسبة الإنزيمات بدرجة كبيرة، وذلك نتيجة لمشاكل متكررة في القلب خلال الأعوام الأخيرة.
وأودع حامد غرفة العناية المركزة، ودخل في غيبوبة بعد تدهور حالته، حيث لازمه نجله المخرج مروان حامد في المستشفى، الذي فرض حالة من السرية على مرض والده استجابة لرغبته.
وتقام صلاة الجنازة في مسجد الشرطة في الشيخ زايد بعد صلاة الظهر حسبما أعلن نجله المخرج مروان حامد.
يذكر أن وحيد حامد، تم تكريمه في الدورة الثانية والأربعين، من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة المنتج محمد حفظي، وهو الظهور الأخير له بالمهرجانات، كما حل ضيفًا على الإعلامي شريف عامر، في برنامج «يحدث في مصر»، المذاع عبر فضائية «mbc مصر»، في لقاء خاص بعد تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
أبرز ما جاء بلقاء حامد الأخير
- أنا الحاجات اللي تستحق الندم في حياتي براجع نفسي بقول الحمد لله أنها مكنتش حاجات كبيرة زي في أعمال عملتها ومكنتش راضي عنها وربما أساءت لناس دون قصد.
- فيلم «الإرهاب والكباب» بطولة عادل إمام ويسرا، تم تسميته عن طريق أحد عمال الإضاءة بعد أن كانت هناك حيرة شديدة على تسمية الفيلم.
- كنت بضيف بعض المشاهد الجنسية قبل المشاهد اللي هتحذفها الرقابة بسبب توابعها السياسية، عشان المشاهد السياسية تمر وكانت بتمر بعض الأحيان واكتشفوها في إحدى المرات.
- اكتشفت إني صادق ولم أكذب على الناس، حتى الحاجات الغلط اللي عملتها ماكذبتش على الناس فيها.
تعليقات الفيسبوك