على مدار شهور، ظل شريف محمد، يتابع أخبار انتشار الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، بشكل منتظم واهتمام بالغ، إذ كان يلاحظ يوميا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، زيادة الإصابات وحالات الوفاة، ما دفعه إلى التفكير فى ضرورة أن يكون له دورا فى خدمة من حوله، حتى قرر تخصيص مقبرة الأسرة الشخصية لدفن ضحايا وباء كورونا، من أبناء منطقة الزاوية الحمراء، بشكل مجانى.
«هو الواحد كل اللى بيفكر فيه، إزاى يساعد الناس فى المحنة اللى إحنا فيها، وأن اللى معاه يعطى للى مش قادر أو المحتاج، والمقبرة هى الحاجة اللى أنا شايف أنها ممكن تكون مفيدة فى الظروف دى، خصوصا أن أحيانا بيكون فى ناس معندهمش مقابر، واللجوء لمدافن الصدقة بيكون صعب عليهم، أو مرفوض علشان مش عايزين يقولوا للى حواليهم سبب الوفاة»، من هذا المنطق اتخذ شريف، البالغ من العمر 54 عاما، قراره، قبل أن يعلن العرض على مواقع التواصل الاجتماعى.
مخصصة لأبناء الزواية الحمراء
تبلغ مساحة المقبرة 40 مترا، وبنيت حديثا فى منطقة التجمع الخامس، بحسب شريف: «المقبرة فيها كذا عين للرجالة والستات، والمدفون فيها حاليا أمى فقط، وأنا بسبب المساحة اللى تعتبر مش كبيرة، خصصتها بس لأبناء الزواية الحمراء، خصوصا أن المنطقة هناك فيها ناس كتير محتاجة مساعدة بكل شكل ممكن».
مساعدات مالية للأهل
لم يكتف الرجل الخمسيني، بتوفير مكان لدفن ضحايا فيروس كورونا، بل أيضا يسعى لتقديم كل المساعدات الممكنة، لأهل المتوفى أو المتوفية، من أجل إتمام إجراءات الدفن: «أى مساعدة بيطلبوها، بنقدمها، حتى لو مساعدات مالية، أو توفير وسيلة لنقل جسد المتوفى، ومستلزمات الدفن بالكامل، والحقيقة أنا مش بعمل حاجة، أنا بس بخدم بلدى وولاد منطقتى اللى يستاهلوا منى كل خير، فى الظروف الصعبة اللى إحنا فيها».
وتلقى شريف، الذي يعمل رجل أعمال، منذ الإعلان عن فكرته عشرات الاتصالات التى تستفسر عن إمكانية استخدام المقبرة، لكن حالة واحدة التى واكبت الشروط التى وضعها: «فيه ناس بتكون من محافظات تانية فببقى حريص أوجههم لأصدقاء لينا عاملين مقابر مجانية فى نفس المكان، لكن المقبرة اللى أنا فتحتها هى مخصصة لأبناء الزواية فقط، وهما اللى بيتدفنوا فيها».
تعليقات الفيسبوك