الحقيبة التي عثر عليها
استطاع أحمد باهر من أبناء محافظة الوادي الجديد، أن يضرب مثالا في الشهامة والأمانة، من خلال بحثه طيلة 7 أيام متواصلة، عن صاحبة حقيبة يد بها مبلغ 2000 جنيه، و«غويشة» ذهب، وجواب حجز لإجراء عملية جراحية وإزالة ورم بالثدي، وما إن عثر عليها، أصر على توصيلها بنفسه، دون أن يحصل على نسبة كمكافأة لحفاظه على الأمانة.
«لاقيت الشنطة عند مطار الخارجة، قدامه من بره على الكراسي، وقعدت أسأل حواليا قبل ما أمشي، يمكن صاحبها يكون لسه موجود، ومالقتش وخدتها معايا البيت، ولما لاقيت جواب حجز العملية والفلوس والغويشة، حسيت أنهم لحد على قد حاله ومجمع فلوس العملية بالعافية، واستحرمت أقبل جنيه واحد على نفسي».
ظل «أحمد» يبحث عن صاحبة الحقيبة، وكتب منشورات كثيرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «فيه ناس كتير حاولت تكلمني وتقول لي الفلوس دي بتاعتي، بس عرفت أنهم نصابين، وأنا مقبلتش أني أسلمهم لأي حد وخلاص، ولما لاقيت صاحبتها، سألتها على أمارة ولون الشنطة واديتهالها».
لم يضيع الرجل وقتا، إدراكا منه بحساسية الموقف، خصوصا أن صاحبة الحقيبة مريضة، وعلى الفور ذهب إلى عنوانها: «عرضت عليا جزء من الفلوس، وأنا رفضت بشدة، وهي في أمس الحاجة للفلوس، وعرفت إن عمليتها الجراحية ميعادها قرب، وكانت هتجنن وتلاقي الفلوس».
بعد هذا الموقف الإنساني، نشأت بين «أحمد» وأسرته، وصاحبة الحقيبة، علاقة ود وصداقة، وأصبح الطرفان يسألان عن بعضهما: «فضلت أنا وماما نتصل ونطمن على السيدة، حتى لما دخلت العملية اطمنا عليها، وزورنها لأنها صعبت علينا جدا، وحسينا أنها محتاجة دعم نفسي مش بس فلوس، فقولنا نقف جنبها ونساندها في أزمتها».
واصلت أسرة «أحمد» متابعة حالة السيدة، حتى اطمأنوا عليها: «دي اللي بيقولوا عليها رب صدفة خير من ألف ميعاد، واللي زرعناه خير هنحصده خير، حتى لو من حد تاني، وأكيد ربنا هييسر لنا ناس تساعدنا، وده اللي بستناه ومش بستنى المكافآت».
تعليقات الفيسبوك