مظاهر احتفالات الفراعنة برأس السنة: مقابر وموسيقى ومباريات
أيام قليلة تفصلنا عن رأس السنة الميلادية، إذ تستعد العائلات للاحتفال بهذه المناسبة، لكن مع اتباع الإجراءات الاحترازية لتفادي الإصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وعلى جانب آخر ربما يراود تفكير البعص سؤال عن: ماذا كان يفعل القدماء المصريين في ليلة رأس السنة؟.

يكشف الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية لـ«الوطن»، جميع التفاصيل المتعلقة باحتفالات الفراعنة في ليلة رأس السنة.
صناعة التقويم
آمن الفراعنة بأن الزمن يتكون من «الماضي والحاضر والمستقبل»، وأن الشمس والقمر أبديان، ورمز القدماء المصريين بهما للأبدية، ورمزوا أيضا، للأبدية بـ«الثعبان المتلف»، ومعناه أنه يعض ذيله، كما استخدم القدماء المصريين السنة النجمية، كوحدة أساسية لقياس الزمن وصناعة التقويم، بحسب وصف عبد البصير.
وقدر المصريون القدماء السنة المدنية بحوالي 365 وربع اليوم، ويتكون العام من 12 شهرا، والشهر 30 يوما، وكان الشهر بالنسبة لهم مكون من 3 أسابيع، وكل أسبوع عبارة عن 10 أيام، واليوم تم تقسيمه إلى 12 ساعة للنهار و12 ساعة لليل.
ويبدأ اليوم عند الفراعنة، منذ منتصف الليل، وينتهي مع بداية منتصف اليوم التالي، ويضيف القدماء المصريين مع نهاية العام 5 أيام، إذ يقول مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية: «اتعرفت بأيام النسيء، والأيام المضافة دي كانت مخصصة من أجل الاحتفال بأعياد آلهتهم».
حساب رأس السنة عند الفراعنة
كانت احتفالات الفراعنة برأس السنة المصرية، أو أول يوم في العام الزراعي الجديد، وتقريبا يوم 11 سبتمبر، وهذا التوقيت يحدث فيه اكتمال موسم فيضان النيل أي «رمز الحياة والنماء والخصوبة في مصر القديمة»، وحينها يملأ الخير والبركة أرض مصر الطيبة، وتزداد خصوبة ونماء وثراء وتتضاعف كمية المحاصيل الزراعية.
واستخدم قدماء المصريون، في تقدير طول السنة النجمية، الظاهرة الفلكية الشهيرة بـ«الحلزوني لنجم الشعري اليمانية أو الشروق الاحتراقي»، التي كانت تعمل على رؤية هذا النجم قبيل شروق الشمس خلال فيضان نهر النيل.
ويوضح عبد البصير، أن الفراعنة كانوا يعلمون أن طول هذا الوقت هو الـ365 وربع يوم، وأن قدماء المصريين اعتمدوا في ضبط هذا التقويم على رصد الظاهرة: «الفرق عندهم بين السنة النجمية والسنة المدنية، بيتكامل ليصبح عام كامل كل 1460 سنة».
وحرص القدماء المصريين على طرح أسماء آلهتهم على الأشهر، وإقامة احتفالات كل شهر تحت اسم معبود معين صاحب اسم الشهر، ويشير عبد البصير، إلى أنه من أبرز الأسماء: «توت»، إذ اعتاد الفراعنة الاحتفال به لمدة أسبوع بجميع أنحاء مصر، وهو «عيد النيروز» الحالي، وكذلك «هاتور وبرمهات وبابة وطوبة وأمشير وأبيب بؤونة وغيره».
ودرس المصريون القدماء حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة، واستطاعوا استنباط من ذلك طول السنة النجمية، خاصة أن الشمس كانت تعتبر من أهم المعبودات لديهم، كما أبدع الفراعنة في تقويم فلكي محكم منذ أقدم العصور، وابتكروا السنة المدنية.
مظاهر الاحتفال برأس السنة عند الفراعنة
احتفالات الفراعنة برأس السنة، كانت عبارة عن الخروج إلى المنتزهات والحدائق والاستمتاع بالزهور والرياحين، أما في أيام النسيء وهي المذكورة سابقا بأنها الـ 5 أيام المضافة، حكى عبد البصير: «كانوا بيقضوا اليوم في زياة المقابرة، لإحياء ذكرى موتاهم وتحقيق عقيدة الخلود اللي آمن بيها القدماء».

وكان الفراعنة يعملون على تقديم القرابين للآلهة والمعبودات في نفس اليوم، وباقي الأيام تكون بالاحتفال بالعيد عن طريق إقامة حفلات الموسيقى والرقص وغيرها من مختلف الأنشطة سواء «مباريات وسباقات وألعاب»، وكثير من الوسائل الترفيهية.
تعليقات الفيسبوك