في ظل التزايد المستمر لإصابات ووفيات فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، لجأ البعض إلى الجهود الذاتية لمواجهة الفيروس صاحب الانتشار السريع، وخاصة بعد ازدحام مستشفيات العزل بالمصابين، وهو ما لجأ له شباب قرية «خلوة أبو مسلم» التابعة لمركز أبو حماد بالشرقية، في التصدي للفيروس بسواعدهم عن طريق مبادرة شبابية لتجميع المستلزمات والعلاج واسطوانات الأكسجين للمصابين بالقرية.
شباب في مختلف الأعمار تجمعوا لحماية قريتهم من كورونا
تزايد أعداد المصابين في القرية والقرى والمجاورة لها، كان دافع الشباب في تكوين مبادرتهم «قولنا لازم يكون عندنا حيطة نتسند عليها»، حسبما قال إسلام حسني، محامٍ، وأحد القائمين على المبادرة الشبابية المتكونة من حوالي 10 أفراد بمختلف الأعمار الشبابية مع أفراد الجمعية الخيرية بالقرية، تجمعوا معًا على قلب رجل واحد لإنقاذ قريتهم من تزايد الإصابات بالفيروس المستجد.
18 ألف جنيه والتكفل بأكثر من 10 حالات مصابة.. حصيلة المبادرة في أيامها الأولى
لم يكن يتوقع الشباب في أول أيام المبادرة أن يجمعوا ما يقرب من 18 ألف جنيه في يوم واحد، إلا أن تجمعهم معًا أمام أهالي القرية كان دافعا للجميع بالتبرع بما يقدر عليه من مبالغ مالية أو توفير اسطوانات أكسجين للمصابين، ولاقى الشباب تشجيعًا من أهالي قريتهم، خاصة وبعد تكفلهم بأكثر من 10 حالات مصابة بفيروس «كوفيد 19» داخل القرية، حسبما قال «إسلام المسلمي»، صاحب فكرة المبادرة لـ«الوطن».
15 أسطوانة أكسجين، وما يقرب من 18 ألف جنيه، وأدوية بروتوكولات علاج كورونا وفرها أحد الصيادلة المشاركين بالمبادرة، حصيلة الشباب حتى الآن، ويهدفون في الأيام المقبلة إلى توفير أجهزة تنفس للمصابين أصحاب الحالات الحرجة، حسبما قال «حسني»، مضيفًا أنهم يفكرون في استغلال أحد المعاهد الدينية القديمة والمهجورة في استخدامه كمستشفى لعزل المصابين، بسبب أن أغلب أهل القرية يجدون صعوبة في عزل مصابيهم في غرف مستقلة، نتيجة زيادة أعداد أفراد الأسر داخل المنازل.
غلاء ملء أسطوانات الأكسجين ضمن المشكلات التي تواجه المبادرة
عدة مشكلات تواجه شباب المبادرة، تتمثل في استغلال الأماكن القائمة على ملء أسطوانات الأكسجين، حيث كانت من 3 أيام ثمن ملء الأسطوانة 1800 جنيه، ووصلت أمس 2600 جنيه إلى أن استقر السعر الآن لـ3000 جنيه، بحسب «حسني».
يأمل شباب المبادرة إلى أن يستمروا في زيادة أعداد الأسطوانات إلى أكثر من 20 أسطوانة، وتوفير عدد أكبر من الأدوية، لحماية أي فرد من القرية يتعرض للإصابة، حسبما ذكر «المسلمي»، مضيفًا أنهم يأملون بالتكفل بعلاج أي مصاب بالقرية مجانًا حتى يتماثل الشفاء، فضلا عن تزويد الفائض المادي لملء أسطوانات الأكسجين الفارغة، وتوفير متطلبات القرية من كمامات طبية ومواد مطهرة، لحمايتها من تفشي الفيروس المستجد.
تعليقات الفيسبوك