إبراهيم وعمر الكودي
يسير في شوارع قرية شطورة التابعة لمدينة طهطا بسوهاج، تائه لا يعلم أين يذهب أو من أين جاء، لا يتجاوز عمره الـ 19 عامًا، أو ربما يكون أكبر بقليل إلا أنه بمجرد رؤيته يبدوا عليه أنه من ذوي الهمم، حيث يوجد على أحد ذراعيه وشم يحمل إسمه «إبراهيم محمد شعوظ»، وكلام آخر قد يكون لعنوان إلا أنه يُصعب قراءته لقدم «التاتو»، ولا يستطيع الشاب قول أي شئ سوى بعض الكلمات «القطر، أسيوط، العربية، عمي الشيخ».
«إبراهيم» متواجد حاليا لدى شاب من قرية شطورة اسمه «عمر الكودي» الشهير بـ «النايب» ونظرا أنه يساعد ويتابع أهالي منطقته، روى لـ «الوطن» تفاصيل ما حدث، حيث إنه في الساعة الثانية صباح اليوم، إتصل عليه أحد الشباب يخبره بأنهم عثروا على شخص من ذوي الهمم والأجواء باردة، ويبدو أنه ليس من سكان «شطورة» قائلا: «بعتلي الوشم اللي على دراعه، أول سطر مكتوب عليه إبراهيم أحمد تاني سطر ممحي تماما ، وتالت سطر مكتوب عليه خلف محطة الكهرباء».
مضيفا: «جالي البيت وأخواتي عملوا معاه الواجب ونزلت صورته عندي في جروب القرية والناس بدأت تعمل مشاركات وهو مش عارف يتكلم خالص غير قوله بعض الكلمات البسيطة زي والده سواق وعمه شيخ» .. هكذا شرح «الكودي» الوضع في منزله مع إبراهيم، موضحا أنه بعد انتشار صوره على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، استقبل العديد من التليفونات: «ناس كلموني من إسكندرية أنه تبعهم وناس من أسيوط أنه تبعهم».
لم يكن هناك لأحد صادق ممن تحدث إليه إلا شخص تواصل مع «الكوردي» أخبره أنه «الشيخ خميس شعوظ»، وأرسل له صورته وبطاقته، وأنه من إسكندرية وخرج من المنزل وأنهم يبحثون عنه منذ تغيبه: «قولتلهم هجيبوا بكرة ليكم وأسلموا في القسم علشان أخلي مسؤوليتي خصوصا أن في طرف تالت في إسكندرية بيقول أنه تبعهم بس باين عليه كذاب».
ومن بين المكالمات الكثيرة التي تلاقها «الكودي» والذي يعمل في الأعمال الحرة، تليفون من شخص يدعي أنه من أقارب إبراهيم ويقول إن والده شخص صعب جدا ويقوم بضربه وأن الشاب يهرب بسبب تلك المعاملة: «أنا معرفش الكلام ده صح ولا غلط بس أنا أكيد هوصلوا لأهله بكرة، لأن الشخص ده قالي عذبهم على ما تديهولهم».
وتواصلت «الوطن» مع الشيخ «خميس شعوظ» وهو خال إبراهيم، وفي مقام عمه كونه ابن عم والده أيضا، وحكى أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها الشاب من المنزل بدون علمهم حيث إنه إعتاد على ذلك عدد المرات ولذلك على يديه وشم يحمل اسمه: «أنا لاقيته عند ناس خلاص وبكرة إن شاء الله هيجيبوا لينا، هو معاق بيمشي يروح يركب القطر كل مرة نجيبه من بلد مرتين من الصعيد والعريش».
وأوضح الشيخ: «والده مش بيضربوا هو بيمشي لوحده ساعات بنربطه بجنزير عشان ميتوهش بس بيصعب علينا بنفكه هو بيسهينا ويخرج والده بيخاف عليه بس».. هكذا كان رده بشأن ما تردد عن ضرب أسرته له، مشيرا إلى أنه سبق تغيب الشاب عن المنزل لمدة تصل لنحو 6 أشهر في الإسكندرية وحاولوا العثور عليه حتى اكتشفوا مكانه بالصدفة: «دورنا في كل مكان لحد ما في مرة قولنا نسأل في دار كده لاقيناه فيها، ناس ودته هناك».
ووفقا لوصف شقيق والدة «إبراهيم» الذي يعمل «ميكانيكي» ويدعى «خميس» أكد بأنها أصبحت كبيرة في السن ولا تستطيع رعايته كما أن أشقائه الثلاثة وهم ولدين وفتاة لهم حياتهم وظروفهم الخاصة حيث إنهم متزوجين ووالده أيضا غير قادر على متابعته والبحث عنه طوال الوقت إلا أنهم دائما يتوصلون إليه عندما يتغيب: «إحنا ياريت لو في دار تاخده ونروح ونيجي عليه ويجي عندنا كام يوم ويرجع ليهم خاصة إنه عنده كمان مرض بيخليه يتبول على نفسه وعمل عملية قبل كده ومانجحتش والمشكلة دي من صغره، أهله بيخدموه المشكلة مش في الرعاية هو بيمشي كل شوية لكن في الدار باب مقفول وفي مراقبة طول الوقت».
تعليقات الفيسبوك