استلم جواب تعيينه بفرحة عارمة وأسرع إلى مكان العمل الجديد ليبدأه بكل سرور، ولكن تحولت فرحته إلى معاناة، لأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعاني من تشوه في القدم واليد، ومشاكل أيضاً في طريقة الحديث، جعلته يتعرض إلى التنمر من قبل زملائه في العمل، وعندما يشتكي منهم لا يجيبه أحد بسبب قلة حيلته.
8 سنوات من التنمر
بصوت حزين يشكو «محمود خليفة»، 40 عاماً، يقطن في إمبابة بالجيزة، قلة حيلته وضعفه وفرحته التي لم تكتمل، فمنذ 8 سنوات، تم تعيينه في إحدى الهايبرات الكبيرة في مدينة 6 أكتوبر، ومن أول يوم بدأت معاناته مع زملائه الذين كانوا يتنمرون به، ويضربونه بإهانة شديدة لا يتحملها إنسان: «إيدي اليمين فيها إعاقة مش عارف أكل بيها ورجلى برضه بعرج عليها، وطريقتي في الكلام مش طبيعية، ومليش ذنب في كل دا لأن ربنا خلقني كده، هما كانوا بيستغلوا إني طيب ومابعملش حاجة في حد».
محمود: بيضربوني على قفايا
سنوات طويلة تحملها «محمود»، من أجل الحفاظ على عمله، رغم أن المشرفين عليه كانوا يعاملونه بسوء بل يتطور الأمر أحياناً إلى ضربه بداعي المزح، ويؤكد أنه كان لا يقدر على شكواهم، مضيفاً: «كنت شغال في فرن مخبوزات في الهايبر وبقبض 2850 جنيه وراضي بيهم، بس زمايلي كانوا بيظلموني يضربوني على قفايا وماكنتش بقدر أخد حقي، وبوصل لدرجة إني بلطم على وشي وبعيط علشان يسيبوني في حالي ولما بشتكي بيقولولي معلش».
ظلموني وآخرتها طردوني من الشغل
قبل عام تعرض «محمود» إلى التنمر والسب من أحد المشرفين عليه، وعندما حاول شكواه فوجئ بالمدير التنفيذي يخبره بقرار رفضه، دون أي سبب ليرجع له مترجياً وباكياً ليرجع عن قراره، مؤكداً أنه كان على استعداد أن يقبل قدمه: «يعني هما اللي ظلموني وفي الآخر أطرد، كان نفسي يعاملوني معاملة ربنا كإنسان بس مش عارف هما بيعملوا كدة ليه، مش عاوز غير إن ربنا يرجعلي حقي منهم، لأن بقالي سنة قاعد من غير شغل وولاد الحلال بيساعدوني».
تعليقات الفيسبوك