محمود الخطيب في مشهد من مباراة اعتزاله
جرت العادة دائما أن يذهب الرقم 10 إلى أفضل لاعب بأي فريق أو منتخب بكرة القدم، فجميع الأندية بلا استثناء تحرص أن يحمل هذا الرقم نجم فريقها ومعشوق جماهيرهم الأول، وأغلبية اللاعبين أيضا وبالأخص المهرة بينهم، يحرصون على اختيار هذا الرقم، كأولوية دائما لهم، وذلك بعد أن ارتبط الرقم بالكثير من أساطير كرة القدم على مدار تاريخها سواء على المستوى العالمي كالأرجنتيني الراحل دييجو أرماندو ماراودنا والبرازيلي بليه، أو على المستوى المحلي كلاعب الأهلي السابق ورئيس النادي الحالي محمود الخطيب.
وهنا تكمن المشكلة، فبعد أن ودع الخطيب ملاعب كرة القدم الخضراء، معلنا اعتزاله اللعب والتوجه إلى العمل الإدراي بنفس المجال عام 1988، ويمثل الرقم 10 بالفريق الأحمر لغزا ولعنة كبيرة، فلا يهم أي لاعب إلى اختياره ووضعه على قميصه، إلا وتتعطل مسيرة اللاعب داخل القلعة الحمراء، ولا يقدم مستويات جيدة تتماشى مع قيمة هذا الرقم التي يعرفها اللاعبون أنفسهم قبل الجماهير المحبة لكرة القدم حول العالم أجمع.
علاء ميهوب
والبداية كانت مع لاعب الأهلي السابق علاء ميهوب، أحد أبرز نجوم الفريق الأحمر خلال ثمانينيات القرن الماضي، والذي حصل على الرقم 10 بعد اعتزال الخطيب مباشرة، لكن لم تمر إلا فترة قليلة، وتم الاستغناء عن اللاعب ومجموعة أخرى ليست بالصغيرة من نجوم الفريق خارج القلعة الحمراء.
وليد صلاح الدين
مع خروج علاء ميهوب من قائمة الفريق الأحمر، ذهب الرقم 10 إلى الموهبة الشابة وقتها، لاعب الأهلي السابق، وليد صلاح الدين، الذي كان ينظر له حينها على أنه واحدا من أفضل مواهب هذا الجيل الكروي، وبالفعل قدم اللاعب مسيرة جيدة بعض الشيء، لكن عدم اعتماد مدربي الأهلي والمنتخب المصري حينها، على اللاعب بشكل مستمر بالتشكيلة الأساسية لهم، لم تجعل من مسيرته تاريخية، ليخرج من القلعة الحمراء، ويخوض أكثر من تجربة مع عدد من الأندية المصرية قبل أن يعلن اعتزاله.
وائل رياض
مع بداية القرن الجيد، ظهر جيل جديد بكرة القدم المصرية، نجح في تحقيق برونزية كأس العالم للشباب، وكان من أهم مواهب هذا الجيل حينها، لاعب الأهلي السابق وائل رياض، الذي كان يتوقع له الكثيرون مسيرة كروية ناجحة للغاية، وبالفعل تم تصعيد اللاعب للفريق الأول بالقلعة الحمراء، وعرفته الجماهير سريعا بسبب المستوى الفني الجيد الذي يقدمه، لكن كل ذلك اختلف مع حصول اللاعب على رقم 10، فبدأت تلاحقه الإصابات وأصبح أسيرا دائما لمقاعد الاحتياط، لا يشارك إلا في دقائق معدودة ببعض المباريات، حتى خروجه من النادي الأهلي.
أحمد بلال
مهاجم الأهلي السابق أحمد بلال، كان واحدا من أهم عناصر الفريق حتى عام 2004، فقد كان هداف الفريق وأحد أبرز نجومه، كما كان عنصرا أساسيا بتشكيل منتخب مصر في ذلك التوقيت، وبالطبع كل هذا تبدل مع حصوله على الرقم 10، حيث بدأ يفقد مكانه بالتشكيلة الأساسية للمهاجم الشاب وقتها عماد متعب.
عماد متعب
عماد متعب نفسه أصابته تلك اللعنة بشكل كبير، حيث كان لسنوات المهاجم الأول بالتشكيلة الحمراء، منذ تصعيده للفريق الأول بالنادي، ووقتها كان يرتدي الرقم 13، وحقق به لقب هداف الدوري، ومن بعده حصل على الرقم 9 واستمرت معه نجاحاته الكروية، وتصدره لقائمة هدافي الدوري بالكثير من المواسم، وحتى بالمنتخب المصري كان عنصرا أساسيا وفعالا في حصول المنتخب المصري على كأس الأمم الأفريقية لثلاث مرات على التوالي، وكان يرتدي حينها التيشرت رقم 10 بالمنتخب، ورقم 9 بالأهلي.
ومع تركه لرقم 9 وحصوله على الرقم 10 بعد مغادرة أحمد بلال الفريق، بدأت اللعنة من جديد، ليظهر لغز هذا الرقم مرة أخرى، ويصبح مهاجم مصر الأول كما كان يقال حينها حبيس مقاعد البدلاء بشكل دائم مهما تغيرت وتبدلت الأجهزة الفنية، حتى أعلن اعتزاله، وهو يرتدي رقم اللعنة.
صالح جمعة
اما أحدث الوجوه التي تأذت من نفس اللعنة، كان اللاعب صالح جمعة، الذي قدم للقلعة الحمراء من صفوف نادي ناشيونال ماديرا البرتغالي، قبل أكثر من 4 سنوات، وحينها حصل على رقم 22، الذي يحبه كل جمهور الفريق الأحمر، لكن اللاعب لم يقدم ما تنتظره الجماهير منه، حتى حصل على الرقم 10 بداية من الموسم الكروي المنقضي، ليكتب الرقم نهايته بالقلعة الحمراء، ويغادرها قبل أسابيع قليلة وينضم إلى نادي سيراميكا كليوباترا.
محمد شريف
حصل مؤخرا لاعب النادي الأهلي محمد شريف على الرقم 10، بعد عودته من إعارته الناجحة بنادي إنبي الموسم الماضي، وهذا اللاعب بالأخص، تعول عليه الجماهير الحمراء الكثير من الأماني، لأنه يأتي بعد فترة طويلة لم يقدم فيها اللاعبون الذين شغلوا مركز مهاجم الفريق، ما يقنع الجماهير، فهل سينجح شريف في القضاء على تلك اللعنة، أم ستستمر؟.. هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة، ولماذا لا يفكر الأهلي في حجب هذا الرقم من الأساس، كما فعلت العديد من الأندية الإيطالية، كنادي ميلان الإيطالي مع الرقم 3 بعد اعتزال أسطورة فريقهم باولو مالديني، وكذلك أنتر ميلان الأيطالي، الذي حجب الرقم 4 بعد اعتزال قائد الفريق التاريخي خافيير زانيتي، وأيضا نادي نابولي الذي حجب الرقم 10 بعد مغادرة نجمه ماردونا الأرجنتيني الفريق.
تعليقات الفيسبوك