استخدام الثعابين للمساج في مصر
ما إن يظهر أمام الأعين حتى ترجف القلوب رعبا، يحاول الجميع الابتعاد هربا، من لدغته التي لا يحمد عقباها، إلا أن شابا ثلاثينيا قرر أن يقلب المشهد رأسا على عقب باستخدام ذلك الكائن المتلوي وسيلة للراحة، فيقصده راغبو الاسترخاء في سحب الكثير من إجهاد تعرضوا له، ليتحول الثعبان، فجأة، من جسد مخيف إلى وسيلة للراحة.
المساج باستخدام الثعابين، فكرة لجأ إليها صفوت صديق، كطريقة مبتكرة يحقق بها الراحة لراغبي مركز العلاج الطبيعي الخاص به، تلك النوعية الجديدة من المساج في مصر حاول بها تطوير مشروعه الخاص الذي بده قبل سنوات.
«مساج الثعابين موجود من زمان»، بتلك الكلمات يروي الرجل الثلاثيني لـ«الوطن» بيعة عمله، فخلال بحثه هو وفريقه اكتشفوا أن الثعابين تستخدم كوسيلة للمساج في الدول الآسيوية بكثرة، والتي أثبتت أنها تحقق نتائج جيدة بصورة وفعالية كبيرة أكثر من الذي يقوم به المدربون المتخصصون.
تلك النوعية من المساج ظهرت نشأتها في أوروبا، ومنها انتقلت إلى دول قارة آسيا، ليصبح أحد أهم وسائل التدليك هناك، وبدأت الفكرة في الانتقال من دولة لأخرى، ففي آخر 15 عاما بدأت في الانتشار داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وأخيرا ظهرت في البرازيل والدول المجاورة لها، حسب كتاب دهون الثعابين والخيوط المعقدة، فصل أصول فكرة تدليك الثعبان، للكاتب كاتي ما كوبانا.
أنواع معينة من الثعابين يستخدمها «صفوت»، في ذلك النوع من التدليك الذي بدأه قبل 3 أشهر، جاء اختياره بعد دراسته لأنواع الثعابين المصرية، ومنها علم أن مصر تمتلك 36 نوعا من الثعابين، «فيه منهم 7 سامين والباقي غير ضار، والأنواع غير الضارة هي اللي بشتغل بيها»، فيحرص على شرائها من أحد المتخصصين في جمعها.
جلسات مساج الثعابين لها خطوات محددة يجب أن يتبعها المركز، تبدأ بتدفئة الجسم بواسطة الزيوت وذلك لأن الثعابين تفضل الأماكن الدافئة وتدفئة الجسم لتكون حركتها طبيعية، ثم وضع زيوت دهن الثعابين الذي يوصي أحد المراكز باستخراجها له «له فوائد عديدة ويعالج الكثير من الأمراض»، وأخيرا توضع الثعابين لتبدأ بحركتها جلسة التدليك.
القلق والتوتر هو المسيطر على مجربي ذلك النوع من المساج مع «صفوت»، ففوائده لم تكن مانعة لهم من القلق والخوف، «في الأول بيكون في حالة من التوتر والقلق، ولكن مع تكرار التجربة بيحس بالراحة والتأثير الإيجابي للفكرة»، وهناك الكثير من العملاء أصبحوا من محبي ذلك النوع من التدليك.
«التدليك بالثعابين أفضل من مساج اليدين»، فحركة اليدين تكون محددة وتعلم اتجاهاتها، على عكس حركة الثعابين التي تكون عشوائية فتارة مستقيمة وأخرى حلزونية أو متعرجة وأخرى دائرية، تلك الحركات ترسل إشارات إلى المخ الذي يعمل على تنشيط الدورة الدموية في تلك المناطق ويساعد على الاسترخاء، كما أنه محفز للأعصاب، ومنشط لهرمون الأندروفين الذي من خلاله ينشط هرمون السعادة.
لم يلتفت الرجل الثلاثيني، للسخرية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه يعلم أهمية تلك الفكرة، «الناس بتسخر أو بتنتقد من غير علم، مع إن الفكرة دي منتشرة جدا في الخارج وبتساعد بصورة كبيرة جدا على الشفاء»، وذلك رغم أنه يتعرض أي شخص للعض منذ بدء استخدامه حتى الآن.
تعليقات الفيسبوك