بعد زيادة الإصابات بفيروس كورونا القاتل في مصر، خاصة مع بداية الموجة الثانية، ورجوع بعض مستشفيات العزل إلى عملها، فضلاً عن الإجراءات التي قدمت من قبل الدولة لاحتواء الموجة الثانية، ومنع انتشار الوباء بطريقة كبيرة مرة أخرى، كل ذلك دفع «همام محمود»، 33 عاماً، يقطن في مدينة المنصورة في الدقهلية، إلى شراء 5 أسطوانات أوكسجين بسعر 12 ألف جنيه، وإهدائهم إلى كل مرضى كورونا من المحتاجين لمصدر أوكسجين في المنصورة.
اشتراهم بعد إصابة شقيقته
يحكي «همام» أن السبب الأساسي في شراء الأسطوانات هو علاج شقيقته التي كانت في العزل المنزلي، بعد إصابتها بالفيروس التاجي، وكان من الممكن أن يبيع الأسطوانات خاصة بعد شفاء أخته بمبلغ أكثر من سعر شرائها، نظراً لعدم توافرها بكثرة، ولكنه قرر أن يستثمرها في الخير، وإعطائها لمرضى كورونا في المنصورة، مقابل أن يترك المريض بطاقته لضمان استرداد الأسطوانة، بعد شفاء المريض الذي كان يستخدمها، مضيفاً: «من حوالي شهر أختي جالها كورونا واتبهدلنا جداً، واتعزلت في البيت فاشتريت 5 أنابيب أوكسجين عشان التنفس، بس الحمدلله بقت كويسة دلوقتي ومابقيناش محتاجينهم».
«همام»: الناس وقت المرض بيبقوا متلخبطين
لدى «همام» حالياً 3 أسطوانات بعدما وزع اثنين آخرين، وهو الآن يبحث عن مريض كورونا ليتبرع له خلال فترة مرضه فقط، وبعد ذلك يتم استردادهم لكي يستخدمهم مرضى الآخرين، ويروي «همام»: «الناس وقت المرض بيبقوا محتاجين أسطوانات وبيبقوا متلخبطين جداً وساعات مابيلاقوش أو بيبقى موجود بسعر عالي، عشان كدة قررت أسيبهم معايا للي محتاجهم ومش عاوز غير الثواب».
بشرط ترك البطاقة
يشترط «همام» لمن يريد أن يأخذ الأسطوانات أن يترك بطاقته، مؤكداً أنه يفعل ذلك مع الأشخاص الذي لا يعرفهم لكي يضمن إرجاعهم بعد شفاء المريض، أما الأقارب والأصدقاء فلا يحتاجون إلى ضمانات: «الأنبوبة بيأجروها اليوم بـ 250 جنيه، ودا سعر صعب الناس تتحمله، عشان كدة قررت أساعد وأنا مش عاوز أي حاجة منهم».
تعليقات الفيسبوك