لم يكن فقط تفكيرهم يركز على أهمية العمل الخيرى، بل أيضا منع التسرب من التعليم لطلبة وطالبات المرحلة الإعدادية لم يعد بمقدور عائلاتهم دفع مصروفات الفصل الدراسى الأول حتى الآن رغم مقاربته على الانتهاء، والأكثر عدم قدرة البعض على دفع 150 جنيها هي ثمن استمارة التسجيل الإلكترونى لدخول امتحان إتمام شهادة التعليم الأساسى.
وكان إعلان وزارة التربية والتعليم بفتح باب التقدم لتسجيل الاستمارة الإلكترونية من 16 ديسمبر حتى 26 ديسمبر، مع تحديد ثمن الاستمارة بـ150 جنيها، أمرا صعبا بالنسبة للأسر غير القادرة والتى تسبب فيروس كورونا فى توقف مصدر رزقهم، بحسب غادة سليم، فقررت مع عدد من الأصدقاء المرور على المدارس فى محيط سكنهم، فى محافظتى القاهرة والإسكندرية والاستعلام عن أسماء غير القادرين وتسديد ثمن المصروفات والاستمارة.
الحملة بدأت عبر فيسبوك
«الموضوع جه بطريقة غير مباشرة، لما عدد من أهل الخير طلبوا مننا الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعى عن حاجة طلبة لتسديد تمن الاستمارة 150 جنيه، لأن مفيش وقت هما 10 أيام بالظبط ويقفلوا التسجيل، وإحنا فى آخر الشهر، والكلام جاب بعضه عن وجود طلبة لغاية دولقتى برضه مقدروش يدفعوا المصروفات، ومن هنا قمت بحملة صغيرة على الفيسبوك، وفعلا جابت نتيجة، وبدأ الموضوع يكبر أن كل واحد يدور فى محيط سكنه على الناس اللى مش قادرة تدفع أصلا» كلمات غادة حول فكرة تسديد مصروفات واستمارة للطلبة غير القادرين.
معظم الطلبة الذين عملت غادة على جمع الأموال من أجلهم مع زملائها فى المرحلة الإعدادية، وقالت «غادة»: «فى البداية عرفت أن عدد الطلبة اللى مقدروش يدفعوا تمن الاستمارة 277 جنيه، وبعد شوية اكتشفت أن فى طلبة مقدروش يدفعوا أصلا المصروفات ودول عددهم 307 طلاب، وفى طلبة للأسف حالتهم المادية صعبة مع أهاليهم فكانوا مش قادرين يدفعوا المصاريف أو حتى الاستمارة وكان عددهم 135 طالب، وبعد كده الموضوع وسع».
بعض المعلومات التى عرفتها غادة عن أهالى الطلبة غير المقتدرين جعلها تصمم على توسيع مدى الحملة، فتدعو كل شخص أن يذهب إلى المدارس فى محيط سكنه، ويستعلم عن الطلبة الذين لم يدفعوا المصروفات، ويدفع لهم: «في معلومات كتيرة عرفتها أن عدد الطلبة غير المقتدرين كبير جدا، والسنة دى زاد بسبب أزمة فيروس كورونا وتأثيره على سوق العمل، وثمن المصروفات لوحده 200 جنيه والاستمارة 150 يعنى 350 جنيه وده رقم برضه مش قليل، ده غير تأمين التابلت، وبقيت أقول للناس روحوا المدارس وأسألوا وبعد كده اختاروا عدد معين وادفعوا له، بس فى المديريات التعليمية مش فى المدارس لأنه ممنوع، وأحنا بكده بنحل مشكلتين بنساعد الدولة فى مواجهة ظاهرة التسرب من التعليم، ونساعد عائلات أنهم يفرحوا بولادهم».
تعليقات الفيسبوك