مصطفى طفل التعذيب
بطولة حقيقية لسيدة جسدت معنى المقولة الشعبية الراسخة «أعز الولد ولد الولد»، بعدما ساعدت الشرطة في القبض على ابنها «مصطفى محمود»، المتهم مع وزوجته بتعذيب ابنهما بوحشية، من خلال كيه بالنار وصعقه بالكهرباء وتعليقه في المروحة، لكن الجدة سهام أحمد، 55 عاما، المقيمة بمنطقة الهرم، لا يزال قلبها موجوعا على حفيدها الذي استنجد بها لإنقاذه ومداوة آلامه، إذ أخفته أمه التي فرت هاربة إلى مكان مجهول فور علمها بضبط زوجها.
تبكي سهام، من الوضع الصعب الذي يعانيه حفيدها، حيث كان يعيش معها بعد دخول والديه السجن، وكانت ترعاه وتدلل فيه، حتى خرج والداه من السجن وأخذاه من حضنها، لتكتشف بعد فترة أن ابنها وزوجته يعذبان نجلهما، وأن الصغير استغاث بجدته من خلال الفيديو الذي نشرته «الوطن»: «أنا عايز أروح لتيتة».
قالت سهام لـ"الوطن"، إن حزنها على حفيدها جعلها لا تتردد في إرشاد الشرطة للقبض عليه: «كلمته وقلت له نفسي أشوفك يا حبيبى تعالى زورني، ولما جه مكملش 5 دقايق والشرطة دخلت خدته»، مشيرة إلى أنها قبل إلقاء القبض عليه سألته عن حفيدها مصطفى، وكان رده: «مع أمه في العتبة».
تناشد الجدة، الشرطة لمساعدتها في العثور على حفيدها من بين يدي والدته، باعتبارها غير أمينة عليه، إذ تقوم بتعذيبه: «الولد كان عايش معايا ومتهنن ومتدلع، راح يعيش معاهم بقى كله تشوهات من آثار التعذيب، قلبي بيتقطع عليه ومش عارفة أوصله».
كانت «الوطن» قد نشرت قصة الطفل مصطفي، الذي يتعرض للتعذيب على يدى والديه، بحسب ما أكدته نهى مصطفى، جارتهم، التي سمعت صوت صرخات طفل، من إحدى الشقق المجارة لسكنها بمنطقة الهرم في الجيزة، إذ ظنت في البداية أن أم تعنف طفلها، لكن مع تكرار الصراخ يوميا، شكت أن هناك عملية تعذيب ممنهجة تتم ضد الطفل.
بعد أن تأكدت نهى، من أن أب وأم يعذبان طفلهما يوميا، قدمت شكوى فى خط نجدة الطفل 16000، وبلاغا في قسم شرطة الهرم، لإنقاذه، وبالفعل نجحت الشرطة في القبض على الأب في منزل والدته، وتكثف جهودها حاليا لإنقاذ الابن من يد والدته الهاربة به في أحد الأماكن المجهولة.
وقالت نهى لـ«الوطن»، إنها على استعداد للذهاب والشهادة أمام أى جهة تحقيق بما سمعته وشاهدته، حيث استدرجت الطفل إلى شقتها وصورته فيديو، وهو يحكي عن كل ما يتعرض له من تعذيب بشكل يومي.
ظهر الطفل "مصطفى" في الفيديو، يتحدث عن وصلات التعذيب التي مارسها والديه ضده، قائلا: "أبويا بيعلقني في المروحة، وبيكهربني بسلك الكهربا في وشي، وفي رجلي وفي أماكن حساسة، وبيضربني بالعصيان، وأمي عذبتني عذاب متتخيلهوش، وبتعورني في أماكن حساسة، وركبي وارمة بسبب أنها بتضربني بالحديدة، ومابقدرش أمشي".
تعليقات الفيسبوك