"لا يغفو قلب الأب، إلا بعد أن تغفو جميع القلوب".. كلمات تغنى بها كاردينال ريشليو بقيمة الأب في حياة أبناءه، حيث يهتم بهم ويرعاهم، ثم ينظر لنفسه بعد ذلك، تلك الحال التي تنطبق على حامد صابر، ذلك الرجل الذي حاول تربية أبناءه بطريقه مختلفة، وسعى لغرس صفات نبيلة بهم بأسلوب بسيط.
سير حياة أبناء "حامد" بشكل سليم، هو أكثر ما يهمه، دائمًا لا يبخل عليهم بنصائحه، ولكن لأن النسيان أحد خصال البشر الأصيلة، يسعى الأب لتذكرة أبناءه دائما بإرشاداته ونصائحة التي لطالما تساعدهم على تخطي الصعاب وفهم ألغاز الحياة، والتصرف دائما بالشكل الأمثل.
يختار الأب أماكن مميزة، يضع فيها نصائحه لأولاده، بعيدًا عن الأماكن التقليدية، فلا عجب أن يكتب لهم بخط يده توجيه ما على أحد أطباق الطعام بداخل الثلاجة، ذلك المكان الذي يترددون عليه دائمًا من أجل تناول الطعام أو شرب المياه الباردة.
يرفع أسامة أحد أبناء "حامد"، طبقا معينا من أجل تناول الطعام الكائن تحته، فيفاجأ بجملة مكتوبة في باطن الطبق، يقف أمامها حائرًا، لا يدري ما يقول، "عامل الناس بأخلاقك أنت ولا تعاملهم بأخلاقهم"، تك الكلمات التي هدف من خلالها الاب تحسين خلق أبناءه، وفقًا لحديث "أسامة" لـ"الوطن".
مهنة "حامد" كخطاط عربي، ساعدته كثيرًا لمتابة النصائح على الوجه الأمثل الذي يأمله، وفقًا لحديث نجله: "دي مهنته من زمان إنه يكتب على الورق، بيستمتع بيها لأنها هوايته".
يرى أسامة، أن والده محقا فيما يفعله من كتابات، "طبعا عشان في ساعات بيقول الحاجة وبتتنسي فبيكتب على الحيطة، أو شنط المدرسة أو الكرسات، وكل حاجة بنشوفها كتير وبنستخدمها دايما في يومنا، وجوه التلاجه عشان ناكل ونفتكر النصيحة".
يستمتع أبناء "حامد" بكتابات والدهم، والتي يضرب بها عصفورين بحجر واحد، حيث يمارس هوايته وموهبت المحببة له بالكتابة بخط جميل ويمتع أبناءه بشكل الكلام المنمق، وأيضًا يضمن أن لا ينسوا ما ينصحهم به.
تعليقات الفيسبوك