عمرها 16 عاماً، وزنها يصل إلى 200 كيلوجرام، حياتها أقرب إلى المعاناة الشديدة، تركت تعليمها بعد الصف الثاني الإبتدائي بعد تعرضها لموجة تنمر بسبب سمنتها المفرطة، فكان زملاؤها يلقبونها بـ"دبدوبة التخينة"، وتظل حبيسة غرفتها طوال هذه السنوات، خوفاً من الخروج ومقابلة الآخرين والتعرض للسخرية، ورغم صغر سنها، أصبحت غير قادرة على الحركة بسبب إصابتها بتشققات في قدميها.
تعيش رحمة خالد من أبناء مدينة السلام، معاناة حقيقية بسبب وزنها المفرط، فهي تأكل 5 أرغفة خبز و"طبقين" من المكرونة أو الأرز خلال الوجبة الواحدة، مما يساعد في هذا الوزن الزائد: "عملنا كل التحاليل وروحنا لدكاترة وقالوا إن تحاليها والغدة كويسة جدا ومفيهاش حاجة وبيدوها نظام غذائي ومش بتعرف تخس عليه خالص بالعكس الوزن بيزيد"، بحسب نعمة خالد شقيقتها الأكبر.
تتولى "نعمة" مساعدة شقيقتها في تناول الطعام ودخول دورة المياه وتساندها للتقلب على سريرها بسبب عدم قدرتها على الحركة: "كل حاجة عندها ماشية كويس، ومش فاهمين هو في إيه ومالها، حتى دخولها الحمام منتظم وعملية الإخراج عندها سليمة ومش بتعاني من إمساك بس بتاكل كتير، أكتر من أي حد، وبنتخض ومش عارفين نمنعها من الأكل، وأنا اللي بجري عليها عند الدكاترة عشان أمي بتشتغل وأبويا راجل كبير ومريض مبيتحركش".
تحكي "نعمة" أنَّ عملية الحرق لدي شقيقتها منتظمة ودقيقة لكنها تزيد بشكل ملحوظ، وهو ما يؤثر في حالتها النفسية ويزيد من اكتئابها: "أختي ليل مع نهار بتعيط، نفسها تتحرك زي البنات وتكبر وتتجوز، وترجع من تاني تكمل تعليمها وتعيش حياتها، نفسها تعمل عملية تكميم معدة لكن ما باليد حيلة، مش بنقدر على تكاليفها".
وفقاً لـ"نعمة"، فإن شقيقتها ترفض الخروج أو مقابلة الجيران وحتى الأقارب: "لما بيكون عندنا فرح أو أي مناسبة بقولها تعالي معانا لكنها بترفض، وتقولي الناس هتقول عليا يا تخينة ويفضلوا يتريقوا على شكلي، وكمان أنا بقيت زي الست العجوزة مبقدرش اتحرك ومحتاجة اللي يسندني".
تعليقات الفيسبوك