في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، توصلت بعض الدول إلى إمكانية تدريب الكلاب على اكتشاف الجائحة العالمية، من خلال شم العرق البشري، وفقا للدراسة التي نشرت، يوم الخميس الماضي.
وتم تدريب الكلاب على اكتشاف العدوى والأمراض، بما في ذلك سرطان القولون والملاريا ومرض باركنسون وكورونا، باعتبار الكلاب وسيلة سريعة وموثوقة ورخيصة نسبياً للفحص المسبق للأشخاص في ظل كورونا، أو إجراء فحص سريع في ظروف معينة، مثل المطارات، بحسب "سي إن إن".
ويقوم فريق من مدرسة "لندن" لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، بتدريب 6 كلاب في المملكة المتحدة، على أمل أن يكونوا قادرين على اكتشاف الأشخاص المصابين بالفيروس، حتى إذا لم تظهر عليهم أي أعراض، بينما بدأت فنلندا بمجموعة من الكلاب البوليسية المدربة على اكتشاف "كوفيد-19"، بالعمل بمطار هلسنكي في سبتمبر الماضي، في محاولة لتحديد هوية المصابين بالفيروس.
وحرصت تشيلي على تدريب الكلاب البوليسية على شم فيروس كورونا لدى البشر.
اكتشاف الإصابة عن طريق عن رائحة كورونا
وفي هذه الدراسة الجديدة، حصل باحثون مقيمون بفرنسا ولبنان على عينات من عرق الإبط لـ177 مريضا من 4 مستشفيات بباريس وواحد ببيروت، وكان هناك 95 نتيجة اختبار إيجابية و82 أخرى سلبية.
وذكر الباحثون، أنه من المهم أن تأتي العينات السلبية والإيجابية من المستشفى نفسه، حتى لا تلتقط الكلاب رائحة مستشفى معينة، وعن طريق استخدام بعض عينات العرق، قام الباحثون بتدريب 14 كلباً، كانوا يعملون لكشف المتفجرات أو الكشف عن سرطان القولون، وذلك من أجل المشاركة في الدراسة.
ولم يلجأ العلماء إلى استخدام أي من الكلاب المدربة على اكتشاف العقاقير غير المشروعة في الدراسة، لأن هناك احتمال وارد أن يكون المرضى قد استخدموا مواد محظورة، كما طلب الباحثون من الحيوانات اكتشاف عينات من العرق ذات نتيجة اختبار إيجابية لفيروس كورونا، في مجموعة تحتوي على عينات سلبية أو وهمية.

وأثناء فترة الاختبار، أجرت الكلاب عشرات التجارب، بنسبة نجاح تراوحت بين 76٪ إلى 100٪، كما تم تمييز عينتين من الأفراد الذين ثبتت نتيجة اختبارهم السلبي بشكل متكرر من قبل اثنين من الكلاب، وبعد إبلاغ المستشفيات، جاءت نتيجة اختبار هؤلاء الأفراد إيجابية في الاختبارات اللاحقة.
الكلاب مجرد أداة مساعدة
وأوضحت الدراسة، أنه في حال كانت الكلاب المدربة قادرة على التمييز بشكل صحيح بين الأفراد المصابين بفيروس كورونا عن غيرهم، فلا ينبغي اعتباره اختباراً مثالياً، بل أداة تكميلية للمساعدة على اكتشاف المرض.
وصرح الباحثون، إن الدراسة كانت خطوة أولية واعدة، في طريق تقديم بعض الأدلة على أن الكلاب قد تتمكن من اكتشاف المصابين بكورونا من خلال عينات العرق.
وتتضمن تلك الدراسة بعض القيود، خاصة أنه تم إعادة استخدام عينات العرق وربما استطاعت الكلاب حفظ رائحتها، لكن لا يعتقد العلماء أن الذاكرة قد لعبت دوراً رئيسياً، لذلك قال العلماء إنهم بحاجة لمزيد من البحث.
وأشارت الدراسة إلى أن الكلاب أصيبت بفيروس كورونا في حالات قليلة، ولكن، لا يوجد دليل على أنها تلعب دوراً مهماً في انتشاره بحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض، ومن أجل السلامة واتخاذ الاحتياطات اللازمة، لم يستخدم الباحثون أي عينات لتدريب الكلاب خلال 24 ساعة من جمعها.
تعليقات الفيسبوك