تحولت حياة محمود، شاب في العشرينات من عمره يعمل "شيف"، إلى مرحلة جديدة بعد وفاة أبناء شقيقته الثلاثة، بعدما سقط سقف المنزل عليهم، في فاجعة أصابت العائلة بالصدمة المدوية، ليبدأ في مساعدة الأطفال من خلال الأطعمة التي يعدها كـ"شيف".
محمود أحمد عمر، بدأ العمل في مجال المطاعم منذ عام 2009، وحينها كان يعمل في مطاعم حلوان باليومية، إلى أن عمل مساعد شيف "بيتزا وكريب"، ومن هنا بدأ في تعلم فنون الطهي وأسرار صناعة البيتزا والكريب، "اشتغلت فى (هابير وان) في الشيخ زايد في (بيتزا وان) واتعلمت هناك كتير، ومعظم الأكلات السريعة اتعملت هناك عشان ده المشروع اللى شغال فى مصر لأن الشعب المصري بيحب الأكل".
وبعد اندلاع ثورة يناير، ساءت الظروف الداخلية في مصر، تزامنا مع وفاة أبناء شقيقته، ليقرر "محمود" توزيع حلوى علي أحد دور الأيتام، ليشارك بذلك في إسعادهم، وحينها، وبشكل تلقائي، طلب منه أحد الأطفال أن يأكل بيتزا، و"من اللحظة دي جاتلي الفكرة إني أساعد الأطفال الأيتام وفي المستشفات بالأكل اللي أنا بعمله، ومن اللحظة دى وأنا بعمل الأكل وأزوع على الأطفال والأيتام والمحتاجين، وأمي وأختى بيساعدونى في كده دائما".
وسط أطفال مستشفى أبوالريش، دائما ما يشعر الشاب العشريني بسعادة غامرة، "بعمل كل ده صدقه على روح عيال أختي، اللي ماتوا كلهم فجأة، وعلشان أكمل اللي بدأه محمد ابن أختي الله يرحمه، اللي مره لاقيته حوش 14 جنيه قبل ما يموت، وراح اشترى شيبسي علشان يوزع معايا على الأيتام".
ومنذ وفاة الصغار، جراء انهيار المنزل عليهم، قرر "محمود" أن يشارك في جميع الأعمال الخيرية، وأن يهدي هؤلاء المحتاجين وجبات بيتزا وكريب من صنعه، "كانوا معايا في معظم حفلات الأيتام، ومن لحظة موت الأطفال وأنا واختى وأمي بنعمل الخير بنية الصبر وصدقة للأطفال، هما مش محتاجين عشان دول أطفال بس بفرح جدا لم بقول اسم طفل منهم في أي عمل خيري".
ويحلم "محمود" بتسديد ديون جميع الفقراء، إلى جانب مشاركته في تجهيز العرائس، "نفسي يكون عندي مطبخ خاص بيا أنا لوحدي، وكل يوم أعمل وجبات للأيتام والأطفال ومرضى السرطان، لأن فيه ناس غلابة ومش بتطلب حاجة دول عندهم عزة نفس كبيرة أوي، وإن شاء الله هفتح مطعم مخصوص علشانهم".
تعليقات الفيسبوك