تخلت عنه وتركته بمنتصف الطريق، وقسى قلبها عليه، بمجرد رؤيته يبيع خضار وفاكهة في الأسواق الشعبية، بعد أن جمعتهما علاقة حب قوية استمرت طيلة عام، خذلته ولم تتمسك به لحظة واحدة، لم تسمعه أو تلتفت إلى أعذاره، كل ما قالته "أنت طلعت بتسرح بخضار في السوق وماتشرفنيش".
صدمة وصراع: ليالي اللوم والأمل
تلقى محمود هارون، 23 عاما، بائع خضار متجول داخل الأسواق الشعبية، من أبناء أجا بالدقهلية، صدمته وخذلانه يوم الجمعة الماضية، حين هجرته حبيبته، وكسرت بخاطره، داخل سوق ميت خميس بالمنصورة، حيث تقابلا وجها لوجه عن طريق الصدفة.
هنا اكتشفت إسراء، أن حبيبها يعمل بائعا متجولا في الأسواق: "اتصلت بيا بالليل بعد ما روحت، وقالت لي أنت طلعت بتسرح بخضار في السوق، وده مينفعش معايا وميشرفنيش، ومتكلمتش تاني وقفلت وسابتني، ومن بعدها مكلمتنيش وأنا محاولتش معها خالص"، بحسب محمود.
تأثرت نفسية الشاب، كثيرا ودخل في حالة اكتئاب وحزن بعد فراقها له: "مبقاش ليا نفس أكل أو أشرب، بس بخرج لشغلي عشان أكل عيشي، لازم أقف وأقوم وأكمل، بس حاسس أني نفسيتي وحشة وكل يوم حالتي بتبقى أوحش من اليوم اللي قابله، لكن قاعد على أمل تكلمني ونتصالح، وأنا برضه غلطت في حقها، لأني كنت قايل لها أني مزارع وبشتغل في الفاكهة والخضار، ومتخيلتش أني بياع".
رسالة إلى إسراء: ارجعي لمحمود
حصل محمود، على دبلوم فني صنايع، وبعدها اتجه إلى العمل كبائع خضار وفاكهة، واحترفها حتى أصبح بائعا معروفا بالأسواق: "دي الشغلانة اللي باكل منها عيش، وهي مدتنيش فرصة أشرح لها ولا أفهمها، ومن ساعتها نفسي أكلمها ومش عارف أعمل إيه ومستني قلبها يحن عليا، وبقيت بدعي كل يوم، يا رب إسراء تكلمني، وأفهمها أن الشغل ده مش عيب ولا حرام".
محمود كان ينوي الزواج من إسراء، قريبا، إلا أن أحلامه ضاعت بعدما تركته بقسوة، وبقيت تطارده ذكريات علاقتهما التي كانت شديدة القوة قبل يوم الفراق: "كنا بنخرج مرتين في الأسبوع، وكنت بروح لها المنصورة عشان سكنها، وكنا بناكل مع بعض ونتصور، ولسه محتفظ بصورنا سوا".
القلب اتوجع والحلم ما اتكسرش
رغم الصدمة التي كسرت قلب محمود، وأضاعت حب عمره، إلا أنه لم يفكر لحظة في ترك عمله أو يكرهه، وبات كل ما يشغله أن يجتهد أكثر حتى يستطيع تحقيق ذاته، وأن يصبح مسؤولا ورب عمله، إذ أن أقصى أحلامه حاليا تجميع ما يكفي من أموال تعينه على افتتاح محل خضار وفاكهة كبير، يتباهى به، أمام حبيبته إسراء، أو زوجته المستقبلية.
تعليقات الفيسبوك