يوسف الشريف وزوجته وابنائه
أصبح من الشائع بين الفنانين، أن يحرصوا على إخفاء وجوه أطفالهم في أي صورة يجتمعون فيها، ويريدون نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانقسمت الرؤية في ذلك الفعل بين تأكيدهم الدائم، أنه ليس إلا أسلوبا سليما في التربية، يحمي أطفالهم من الأثار النفسية السلبية التي تسببها الشهرة المبكرة، تاركين لهم مطلق الحرية، حين يكبروا في الاختيار بين نشر صورهم وتعريف الناس بهم أو عيش حياة هادئة بعيدا عن صخب الشهرة، وبين مهاجمة بعض الجماهير لذلك، بحجة أن الفانين يقدمون على ذلك من باب الحسد والخوف على أطفالهم من أعين الجماهير وليس كما يدعون.
بداية الحكاية
الظاهرة بدأت مع الفنان أحمد حلمي وزوجته الفنانة منى زكي، فعلى رغم من ظهور نجلتهم الكبرى مؤخرا إلى جوارهم خلال حفل افتتاح النسخة الجارية، من مهرجان القاهرة السينمائي، إلا أن ذلك يأتي بعد سنوات طويلة من حرصهم، على إخفاء وجه نجلتهم، ومحاولاتهم الشديدة والمتكررة، على عدم انتشار أية صور لها، منذ ولادتها، ولم يسمحوا بذلك إلا بعد أن أصبحت مراهقة شابة.

"حلمي ومنى"، لم يقوموا بهذه التجربة مع أبنتهم الكبرى فقط، بل هذا أسلوبا في التربية يعتمدون عليه في التعامل مع كل أطفالهم، وحتى الآن،(كما يصرحون)، ولم يسمحوا او ساعدوا في تداول أي صورة تُعرف بوجوه باقي أطفالهم الصغار، ويبدو أنهم لن يسمحوا بذلك ايضا حتى يكبرا ويتخذون هم هذا القرار بأنفسهم، كما حدث في حالة ابنتهم الكبرى.

خناقة ورد بحدة
وهو ما حدث مع الفنان كريم فهمي، الذي يحرص هو الأخر أن يخفي دائما وجه أبنتيه (كاميليا، وناعومي) في أي صورة تجمعهما سويا، ويريد أن ينشرها على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أنه رد بحدة على أحدى متابعته من قبل حينما انتقدت تعمده اخفاء وجه طفلتيه بأحدي الصور التي نشرها، وكتبت في تعليقها : "قلوب ايه اللى حاطيتها على وش العيال، أفهم بس ايه الفكرة، يعنى شعرهم اللى شبه سلك المواعين مش هيتحسد، يارب سامحنى بس مش قادرة اسكت بجد"، ليرد عليها "كريم"، كاتبا: "بصى انا عمرى ماغلط فى حد هتغلطى فى بناتى، هتسمعي كلام مابيطلعش منى، انا هحترم ان ليكى اب وهيزعل لو انا غلط فيكى، ويمكن يتدارك غلطته فى التربية ".
ليس حسدا
الفنان شريف رمزي وزوجته الفنانة ريهام أيمن، هما أيضا يبدو أنهما يؤمنون بهذا الأسلوب في التربية بشكل كبير، فمنذ أن رزقا بطفلة وطفلة، ودائما ما يحرصان على أخفاء وجههم أو تصويرهم من ظهرهم فقط، في كل الصور التي ينشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أن الجماهير لاحظت ذلك، وسألوهم أكثر من مرة عن سبب ذلك، وكان الرد دائما "ليس حسدا، لاننا لو خايفين من الحسد مش هنظرهم بضهرهم ولا بكتفهم، ولا حتى هنعرف الناس أننا عندنا أولاد، الموضوع كله أننا مش من حقنا نشهر شكلهم ونعرف الناس بيهم، وهما مطالبوش ده، ومش عارفين لما يكبروا هيحبوا ولا لاء، فسيبنلهم القرار ده".

ورغم كل هذا الحرص، من شريف وزوجته، كانت قد كشفت الاعلامية بوسي شلبي بالخطأ عن وجه طفليه، حين أذاعت بث مباشر من "فيس بوك" يوثق رحلة الفنانين من القاهرة إلى الجونة، لحضور مهرجان الجونة السينمائي، وبشكل غير مقصود ظهرا وجه الطفل الاكبر للفنان وزوجته أثناء مغادرتهم الطائرة، التي أستقلوها في رحلتهم.
والواجب ذكره هنا، أن المنتجة شهد رمزي شقيقة "شريف"، تطبق نفس القاعدة هي الأخرى، وتحرص على إخفاء وجه نجلتها من زوجها المنتج والمخرج كريم السبكي.

قائمة طويلة
إذا نظرنا إلى قائمة الفنانون الذين يحرصون على نفس الأمر ستجد أن القائمة طويلة للغاية، ويبدو ان الأمر ليس تقليعة أو موضة بين نجوم ونجمات الوسط الفني، وستنتهي في يوم ما، وهو ما يؤكد عليه تلك القائمة التي تزداد بشكل مستمر، بداية من الفنانة يوسف الشريف وزوجته الكاتبة أنجي علاء، والمطرب تامر حسني وزوجته بسمة بوسيل، والفنان عمرو يوسف والفنانة كندة علوش، والفنانة دنيا سمير غانم وزوجها الإعلامي رامي رضوان، ومرورا بالفنانة زينة، والفنانة هند صبري.
اعتراف
واذا كان كل هؤلاء الفنانين، يأكدوا دائما أن الأمر، ليس إلا اسلوبا في التربية ينتهجونه، حتى يكبر أطفالهم دون أية تعقيدات نفسيه قد تصيبهم من عيش حياة الشهرة سريعا، إلا أن الفنان صلاح عبدالله، كان لديه من الجرأة أن يعترف بذلك، حينما أكد في حوار له مع الإعلامية لميس الحديدي، أنه يخاف على حفيده وحفيدته من الحسد، قائلا: "لما بشوف صورته بقرأ المعوذتين ولما اتولد منزلتش ليه صور نهائي، وله صور معايا نفسي أنزلها من حلاوتها بس بخاف من الحسد حتى كارما مابقتش أنزل صورها زي زمان".
ورطة نانسي وشيرين
في الجهة المقابلة نجد فنانون العالم العربي ولبنان بالأخص لا يعتمدون على هذا الأسلوب، بل يحرصون على إظهار أطفالهم بكل المناسبات الإعلامية والفنية، وحتى على أغلفة المجلات، كما نجد في حالة المطربة نانسي عجرم، والمغنية دومينيك حوراني، والفنانة مي سليم، والمطربة أصالة، وغيرهن الكثيرات، وهو ما تنتهجه المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب أيضا، هو ما يسبب ورطة للفنانين المصريين دائما أمام جماهيرهم، الذين يهمهم بشكل كبير التعرف على ملامح اطفال الفنانون، الذين يتابعونهم.
تعليقات الفيسبوك