الكاتل
نادرا ما تخلو المنازل والشركات والمؤسسات والكافيهات من الغلاية الكهربائية "الكاتل"، وربما يستخدمها كثيرون بشكل يومي لتناول المشروبات الساخنة، ويستعملها أيضا البعض في طهي الطعام، لسرعة غليان المياه بدلا من انتظار نار البوتاجاز.
ودائما ما يتردد أن "الكاتل" يحتوي على أضرارا كبيرة على الصحة، تظهر على المدى البعيد، في حين يقلل البعض من هذه المعلومات، لكن يظل الرأي الطبي هو عامل الحسم في أي مسألة تخص الصحة.
يشرح الدكتور محمد عربي أخصائي التغذية العلاجية لـ"الوطن"، الفرق بين "الكنكة العادية" و"الكاتل"، موضحا أن الأولى لا تحتوي على أي ضرر لأنها تأخذ مصدر تسخين فقط، أما الكاتل عبارة عن موصل كهربائي وبداخله مثلا "حلة" من الألومنيوم لغلي المياه: "أول حاجة مع مرور الوقت الألمونيوم بيتفاعل مع المياه، وده بيأثر تركيزه على الكلى".
وحذر عربي، من تكرار غلي الماء أكثر من مرتين، وهو أمر شائع لدى الكثيري، قائلا: "الروابط الكيميائية بتاعتها مع تكرار التسخين بتتكسر، وبينتج عنها تراكم الأملاح، ومنها أملاح الكالسيوم، اللي بتسبب أملاح على الكلى وحصوات بعد مرور فترة".
واستكمل أخصائي التغذية العلاجية: "لما بنغلي المياه أكتر من مرتين بيحصلها حالة (تزنخ)، بسبب عنصر الزرنيخ، وكل مرة بنغلي المياه عنصر الزرنيخ بيتراكم وبيأثر على الكبد والكلى".
عدم غسيل "الكاتل" أيضا، لمدة طويلة بعد الاستخدام، يسبب ترسبات جيرية تؤدي للفشل الكلوي مع الوقت، بحسب عربي، الذي نصح بمراعاة غلي المياه مرة واحدة وإلقاء الفائض بعد ذلك، وتنظيف الكاتل بشكل مستمر.
وأكد عربي، أن نوعية "الكاتل" والشراء من مكان موثوق فيه ذات جودة أمر هام جدا، موضحا: "لو نوعية الألومنيوم نضيفة، مبيتفاعلش مع المياه ولا بيسبب تسربات جيرية، وهناك شركات خاضعة لمواصفات الجودة والأيزو، وأضرارها لا تذكر، وبتكون على المدى البعيد".
يقول شرح أخصائي التغذية العلاجية، إن أضرار استخدام "لكاتل" في الطهي، نفس أضراره مع المشروبات: "الأضرار واحدة والأفضل استخدام الكنكة في المشروبات، وفي الطهي تستنى المياه تغلي على النار مش الـ5 دقايق دي اللي هتفرق".
توضح الدكتورة سماح سليمان أخصائية التغذية وعلاج السمنة والنحافة لـ"الوطن"، أن المياه بالغلاية الكهربائية تتفاعل مع النيكل الموجود بداخلها، ما قد يسبب حساسية: "بالذات الناس اللي عندهم الحساسية عالية، كما أن استخدام المياه من الفلتر بتتفاعل مع النيكل أكتر، لأن تركيزه عالي بها وبتزود درجة الحموضة والحساسية أكتر عن المياه المتواجدة في الحنفية، والأفضل استخدام المياه من الحنفية والبراد العادي".
وتضيف سماح، أن استخدام "الكاتل" قد يؤدي على المدى الطويل إلى "ضيق تنفس ومشاكل البشرة مثل التجاعيد، والجهاز العصبي والمخ"، وأن أضرار تناوله كمشروبات مثل استخدامه في الطهي.
تشير الدكتورة ليندا جاد استشاري التغذية العلاجية والسمنة لـ"الوطن"، إلى أن الكاتل له مواصفات قياسية، ويحتاج موافقة الصحة والجهات الرقابية، حتى تحصل المصانع على الرخص: "هناك عملية تشويش، الكاتل الاستانلس عكس البراد، المادة داخله ألومنيوم وبيكون تأثيره أكثر ضررا على الإنسان، ولا يمكن الأخذ بدراسات غير معتمدة وموثقة فالكاتل مفيهوش أي ضرر طالما من مكان موثوق فيه".
وأشارت ليندا، إلى أن يجب الابتعاد تماما عن تخزين الأكل بالألومنيوم منعا لترسبه إليه، مؤكدة أن "الكاتل" أكثر أمانا نتيجة لاستخدام مادة النيكل به".
تعليقات الفيسبوك