صورة لشخص يشبه شقيقه كثيرا، فوقها كلمات تشير إلى وجوده في الشوارع بلا مأوى، أصابت "أسامة"، بصدمة كبيرة عند رؤيتها، لكن تخللها بصيصا من الأمل، قبل أن يباغت خاطره سؤالا: هل أجد أخي بعد شهور طويلة من الاختفاء؟
لم ينتظر "أسامة" أن تراوغ الأفكار رأسه بالإجابات المحتملة، إذ هرول مسرعا إلى من نشر الصورة، يبحث عن رقم تليفونه، أو صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ليسأله عن مكان صاحبها، إذ يشبه بشدة أخيه المختفي منذ عام ونصف تقريبا.
قبل عام وعدة أشهر، عانى عبد العزيز السيد عبد اللطيف، الذي تخطى عمر الخمسين، من خلافات أسرية كبيرة، أصابته بحالة نفسية سيئة، دفعته إلى الهروب من البيت، دون تحديد وجهة له، رافضا كل محاولات إثنائه عن فعلته، ولم يعثر له على أثر منذ ذلك الحين.
أصبح عبد العزيز، شاردا في شوارع مصر، يتنقل بين محافظاتها، ويعيش فوق أرصفتها، ينام أسفل أشعة الشمس الحارقة صيفا، وتحت أمطار الشتاء وبرودته القارسة، لا ينفعه الربيع أو يعيده الخريف إلى أدراجه.
أشهر طويلة بنهارها وليلها، ظل شقيقه أسامة السيد، يبحث عنه، وما تزال كل المحاولات تنتهي إلى الفشل، آخرها أمس، لكنه لم ييأس، موضحا لـ"الوطن": "إمبارح لقيت صورة له على جروب، عرفت إن هو، كلمت صاحب المنشور ونزلت المكان اللي قال لي عليه".
يضيف: "المكان كان في سيدي جابر بالإسكندرية، أخدت نفسي ونزلت أدور عليه، لقيت واحد تاني غيره، سألت الناس ووريت لهم الصورة، قالوا لي أيوه موجود وبنشوفه، بس هو متجول وبيتحرك كتير".
لدى الرجل الخمسيني 4 أولاد وفتاة متزوجة، وألقت به المشاكل الأسرية في هذه الحالة السيئة، وفقاً لشقيقه: "هي نفسه عزيزة عليه شوية، هو هادي في نفسه وبسيط، المشاكل كانت كبيرة وتأثيرها قوي عليه".
لا يقبع "عبد العزيز" في مكان واحد لفترة طويلة، هو دائم التجول، ما يصيب "أسامة" بعناء في رحلة البحث عليه، لدرجة أنه ذهب إلى السلوم قرب الحدود الليبية، لمحاولة إيجاده.
يقول أسامة: "وصلت للسلوم ومرسى مطروح وإسماعيلية، ناس قالو لي هو هناك، أروح ملقيهوش، والأسرة كلها بتدور معايا، أختي وأخويا، ونفسي ألاقيه ويعيش معانا".
تعليقات الفيسبوك