الإبداع لا يتوقف عند عامل السن، وإنما يتوقف على قدرة العين على النظر إلى الأشياء بقدر من الذكاء من أجل إخراج أفضل ما فيها، من هذا المنطلق يقوم أحمد عاطف عبداللاه، والذي يبلغ من العمر 20 سنة من محافظة الإسكندرية، برسم كل ما تراه عينه الخبيرة، والتي دوما ما تحسن الاختيار، فعلى الرغم من تخرجه في كلية التجارة إلا أنه تعلم كيف يحب ما يعلم ويبدع فيما يختار، بدايته كانت مع مشاهدة اللوحات لأطول وقت ممكن: "بدأت رحلتي مع الرسم من صغري كنت بحب أتفرج على لوحات وقت طويل وأفضل أفكر في صاحب اللوحة وهو قاعد بيرسم حبيت الموضوع وحبيت إني أكون الشخص ده الرسام يعني بس كنت صغير ومش عارف أبدا إزاي".
ذات يوم كانت العشريني يتأمل إحدى اللوحات ليفكر طويلا فيما يرى، لما لا يبدأ الآن في الرسم وهو الذي تأخر كثيرا في اتخاذ هذا القرار، وبالفعل كانت تلك هي نقطة الانطلاق الحقيقية، حيث بدأ في الرسم منذ أربعة أعوام، تمكن خلالها من إبداع العديد من اللوحات عالية الجودة: "كنت الأول برسم اسكتشات صغيره وما أخدتش ورش وكورسات علمت نفسي بنفسي ولحد دلوقت شايف إن دي أحسن طريقه للتعليم وهو التجربة وإنك تعرف أخطائك بنفسك وإزاي تحسن من نفسك وتطور منها وخلال مدة قصيرة جاءت لي فرصة إني أشترك في معرض جيهان فوزي للمتميزين 2 وده اللي شجعني أبدا أول لوحة كبيرة وكان تحدي كبير في الوقت ده".
حينها قرر العشريني الإستعداد للمعرض من خلال رسم اسكتشات صغيرة ظل لمدة شهرين يبدع فيها حتي تمكن من الإنتهاء منها بشكل:"وقتها كنت في ثانية عامة وكنت بحلم أدخل كلية فنون جميلة لكن سقطت في إختبار القدرات"، صدمة شديدة تعرض لها "عاطف" ولكنه قرر أن تكون تلك هي البداية الحقيقية فلماذ لا يكون مبدعا كبيرا دون أن يدرس بكلية الفنون الجميلة التي فشل في الالتحاق بها: "بدأت أرسم بالقلم الجاف وقررت أعمل لوحه بالقلم الجاف، بقلم جاف واحد تقدر ترسم به لوحه 50×70".
يبدأ "أحمد" الاستعداد للرسم من خلال تحديد اللوحة بالقلم الرصاص في البداية ثم تحديد النسب والكادر بشكل دقيق، لتأتي بعد ذلك مرحلة الرسم بالقلم الجاف، حتي يتمكن من الوصول في النهاية للفكرة التي يتمناها: "بحب أرسم كبار السن دايما في لوحاتي، كتقدير مني لهم ومش شرط تكون اللوحة لحد معين، لأني أوقات بعمل شغل من دماغي، بس برضه لكبار السن".
يتمني "أحمد" أن يشارك في معارض دولية، إلي جانب افتتاح معرض خاص به، وأن يمتلك جاليري كي، يتمكن من إبداع مزيد من اللوحات
تعليقات الفيسبوك