دفعها شغفها بالحيوانات للانخراط في عالمها المثير، والتعرف على أسرارها، لكنها بعد فترة من البحث والدراسة قررت تبني السلاحف المهددة بالانقراض والتي تقع فريسة سهلة في يد الصيادين، حتى أنها شاركت في حملة توعية داخل منطقة "إدكو" بمحافظة البحيرة، ومن هنا كانت بداية رحلة هاجر محمد الكرش، والتي تبلغ من العمر 21 عامًا، مع السلاحف: "أنا أصلا بدرس تصميم أزياء جامعة فاروس، لكن موضوع السلاحف ده كان من صغري لأني كنت بحلم يكون عندي سلحفاة زي أي طفلة بتحب تمتلك حيوان أيا كان نوعه إيه، طبعا ماما رفضت علشان لازم أكون عارفة كل تفاصيل عنها، وعلشان معذبهاش، ولما كبرت طبعا عرفت إنه كان معاها حق فعلا، وبدأت أقرأ واتعلم حاجات كتير عنها، لحد ما لاقيت حد أعرفه جايبلي سلحفاة هدية، فرحت بيها جدا وحسيت إن ربنا بيحبني لأني هيبقي عندي سلحفاة".
بدأت الفتاة العشرينية تجهيز بيت لتلك السلحفاة المهداه لها، من خلال وضع إطار خشبي كبير بداخله رمال ومادة تسمى "بيتموس" إلى جانب تصميم كهف لها من أجل حمايتها من أشعة الشمس المباشرة التي ربما تفقدها حياتها وتعرضها للإجهاد الحراري "الكهف يفضل إنه يكون فخار، والبيت كله يكون بضلفة سلك، طبعا كنت عاملة البيت بتاع السحلفاة جوة الشقة عندنا، لحد ما عرفت إن الأصح تكرن في البلكونة، ودي كدة كانت أول سلحفاة في حياتي، وكانت بداية حقيقية خلتني اتبنى السلاحف المشردة".
تجولت الفتاة في الشوراع كثيرًا حتى وجدت سلحفتان لدى أحد التجار، يبدو عليهما المرض الشديد، قررت أخدهما منه لبيتها حيث يمكنها مساعدتهما في العلاج "كانوا بيموتوا تقريبا، كان عندهم برد وديدان، طبعا عالجتهم الأول من الديدان، الحالة للأسف كانت متأخرة جدا، وفضلت شهرين ونص في عذاب، لأنهم خلاص كانوا بيموتوا من الإهمال لما كانوا عند التاجر، لكن قدرت أعالجهم، وقتها كنت بقرأ كتير عن طرق علاج السلاحف علشان أعالجهم صح، وفعلا اكتسبت خبرة كبيرة خلتني أقدر أعالج أي سلحفاة مهما كان شدة مرضها".
وتواصل "هاجر" حكايتها مع السلاحف المشردة: "الرابعة أخدتها إنقاذ، كانت عند بنت صغيرة وكانت معذباها ومدخلة فيها مسمار، وفيه ولد أخدها منها عالجها وبعدين كلمني وقالي إنه كان واخدها من واحدة، وبدأت اتولى رعايتها بالفعل، لكن حسيت إن اللي بعمله ده مش كفاية ولازم أفكر في حاجة من خلالها أقدر أساهم في إنقاذ أكبر عدد ممكن من السلاحف، فعملت أنا وأصحابي مبادرة إنقاذ بدأت بحملة توعية في إدكو، وأخدنا وقتها معانا حيوانات ناس كتير بتترعب منها، علشان نعرف الناس إزاي تتعامل مع الحيوانات دي، وفعلا نجحنا في ده، وناس كتير استجابت لينا".
في أحد المرات وهي تتجول من أجل الحصول على سلحفاة إنقاذ ثم تبني، وجدت "هاجر" ما تريده لدى تاجر حيوانات، لكنها اكتشفت أنه يضعها في حوض مياه عذبة، ذهبت إليه لتخبره أن تلك السلحفاة لا تعيش في غير البحار، وأنَّه بذلك يقضي عليها "اشتريتها منه بـ150 جنيه وأخدتها عالجتها عندي في البيت، وبعدين كلمت أصحابي وروحنا رجعناها البحر من تاني"
تتمنى الفتاة العشرينية أن تسهم في الحد من الصيد الجائر للحيوانات البرية وذلك من خلال توعية المواطنين بعدم أهمية تربية حيوانات برية "لو الناس بطلت تربي الحيوانات دي، الصيد الجائر هيقل، لأن التجار مش هتلاقي حد يشتري، وبكدة هنبقي حافظنا على الحيوانات كلها".
تعليقات الفيسبوك