"معادن الناس بتظهر وقت الشدة"، مقولة دارجة تجسدت في أحد شباب منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، كرس جهده ووقته لمساعدة المصابين بفيروس كورونا داخل العزل المنزلي، ترك محله الخاص لآخرين يديرونه وراح يطوف أنحاء الجمهورية لإعداد وتوزيع وجبات صحية يساعده في طهيها شباب متطوع من منطقته، "كل أكلنا صحي والوجبة عبارة عن ربع فرخة ورز وخضار سوتيه وفاكهة"، يقول أحمد البرديسي صاحب فكرة المبادرة التطوعية.
مكالمة من أحد أهالي الإسكندرية هي السبب في توسيع نطاق المبادرة
في نطاق حي فيصل انطلقت شرارة مبادرة الشاب العشريني، في بدايات الصيف الماضي وقت ذروة إصابات فيروس كورونا في مصر رغبة في مساعدة أهل منطقته، ترك رقم هاتفه على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك معلنًا استعداده التام تلقي المكالمات والرسائل في أي وقت، وبحسب روايته لـ"الوطن" تولى هو والمتطوعين معه توصيل الوجبات إلى المنازل مباشرة وتركها أمام باب الشقة مع ارتداء الكمامة وقفازات اليد حتى لا يصاب أحدهم بالعدوى.
مكالمة عابرة من أحد مصابي فيروس كورونا في العزل المنزلي من أحد أهالي الإسكندرية تطلب وجبات لمصابين على عنوان ما، كانت سببا في تغيير وجهة"البرديسي" وأصدقائه المتطوعين معه للخروج عن نطاق محافظة الجيزة إلى الإسكندرية لطهي وتوزيع وجبات مجانية لمصابي كورونا في العزل المنزلي.
أحمد: مطبخنا أسبوعين في كل محافظة وهنلف كل محافظات مصر
منشور على صفحته الشخصية بموقع فيس بوك أعلن فيه"البرديسي" صاحب أحد المطاعم في منطقة فيصل، رغبته في الحصول على مكان بالإسكندرية لتحويله إلى مطعم لطهي وجبات وتوزيعها على أهالي المحافظة حقق استجابة سريعة،"أهالي كتير اتواصلت معايا متبرعين بشقق وأماكن عشان نحولها مطبخ خيري"، حتى استقر على أحد الشقق التي تبرعت بها سيدة مسنة في منطقة كامب شيراز وبدأ بطهي وجبات صحية لمصابي العزل المنزلي،"معايا 3 شباب وبنتين وناس بموتسيكلات لتوصيل وجبات".
أسبوعان، هي المدة التي حددها الشاب أحمد للتطوع في المطبخ الخيري بكل محافظة، مستعدا للانتقال إلى بورسعيد عقب مغادرته الإسكندرية، ومن بعدها سيتوجه إلى السويس والإسماعيلية والمنصورة،"أهالي بورسعيد وفرولي شقة للمطبخ الخيري هننقل فيها الأسبوع الجاي وهنلف باقي محافظات مصر"، بحسب تعبيره.
تعليقات الفيسبوك