الزعيم الراحل نيلسون مانديلا
بعد أن حارب العنصرية، ودافع عن بلاده وطرق من أجلها كل الأبواب حتى خلال تواجده بالسجن، وساهم في تشكيل الديمقراطية ببلاده، لتظل جنوب أفريقيا مرتبط باسم نيلسون مانديلا، منذ عقود، رغم رحيله قبل 7 أعوام.
في 5 ديسمبر 2013، رحل الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، الذي كان بمثابة أيقونة نضال عالمية، خاصة بعد أن أصبح أول رئيس أسود لبلاده، ليتولى دحض العنصرية بجميع مجالاتها، فكان من بينها الرياضة.
لم تقتصر جهود الزعيم الراحل على السياسة والعلاقات الخارجية فقط، وإنما سعي بجد لتحسين الأوضاع في البلاد التي عانت طويلا من العنصرية، ليزرع الديمقراطية بالرياضة أيضا، بل وظفها لذلك الغرض أيضا، وهو ما ظهر في عدة مواقف، من بينها إنهاء احتكار سكان البلاد البيض للعبة "الركبي"، بأن قدم كأس البطولة التي فازت بها حينذاك جنوب أفريقيا إلى قائد المنتخب فرانسوا بينار؛ لينضم السود إلى اللعبة.
وحينها كان في الصفوف الأولى، مرتديا قميصا المنتخب بعد أن طبع عليه 46664، الذي كان يحمله طوال 27 عامًا قضاها بالسجن، لتكسر تلك الخطوة الجليد بين سكان البلاد.
وفي العام التالي، خرج مانديلا بلافتة مميزة أخرى، بأن ارتدى قميص اللاعب الأبيض نيل توفي في منتخب بلاده لكرة القدم، أثناء مشاركته في حفل تتويج جنوب أفريقيا بكأس أمم أفريقيا لكرة القدم، عقب فوزه على منتخب تونس بهدفين دون مقابل، وقدّم له رمز البطولة، مخلدا موقفه بكلمة شهيرة: "كرة القدم والرجبي والكريكيت وغيرها من الرياضات لديها القدرة على تضميد الجراح".
كسر مانديلا العنصرية بمنتخب بلاده لكرة القدم، والذي يعتبر من الفرق البارزة بالقارة، وتم تأسيسه على يد الاتحاد الأفريقي عقب انطلاقه عام 1957، ولكنه انسحب منه لاحقا ورفض المشاركة بسبب قوانين تسمح للبيض والسود اللعب معا دون تمييز، حيث كان ضم عدد من جميع الأديان والأعراق والألوان وهو ما كان يرفضه وقتها، ولذلك تم حظر المنتخب بـ"فيفا" من المشاركة بمباريات كأس العالم، خلال 1970 وحتى 1990، ومن "كاف" في الفترة من 1959 حتى 1992.
وبعد ذلك المنع، تمكن المنتخب بنخبة من اللاعبين الذين يضمهم، من حصد نجاحات متعددة، أبرزها التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية في 1996، ومنح "فيفا" جنوب أفريقيا حق تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، في عام 2010، بفضل جهود مانديلا.
كما أنه وحدّ بين الجماهير من البيض والسود بالمدرجات ملاعب كرة القدم وغيرها من الألعاب، حيث إنه قبل ذلك في ظل العنصرية والتفريق بناء على اللون، كان يجب الفصل بينهم.
تعليقات الفيسبوك